"الغارديان": غاز الميثان المنبعث من مناجم مهجورة يضع العالم أمام أزمة مناخية

"الغارديان": غاز الميثان المنبعث من مناجم مهجورة يضع العالم أمام أزمة مناخية
أحد مناجم النفط والغاز المهجورة

كشفت بيانات جديدة أن مناجم الفحم وآبار النفط والغاز المهجورة أصبحت من بين أكبر مصادر انبعاث غاز الميثان، أحد أقوى الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وسط غياب فعلي لجهود تنظيفها أو الحد من تأثيراتها البيئية.

وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الأربعاء، أن انبعاثات الميثان من هذه البنى التحتية المهجورة تجاوزت انبعاثات إيران، ما يعني أنه إذا تم اعتبارها دولة قائمة بذاتها، فستكون رابع أكبر مصدر لانبعاثات الميثان عالميًا، بعد الصين والولايات المتحدة وروسيا، وذلك بحسب تقرير حديث لوكالة الطاقة الدولية.

خطورة غاز الميثان 

ويُعدّ غاز الميثان أكثر فاعلية بـ80 مرة من ثاني أكسيد الكربون في احتجاز الحرارة داخل الغلاف الجوي، ورغم أهمية الحد من انبعاثاته كإجراء سريع لمواجهة تغيّر المناخ، فإن الكميات المنبعثة في تزايد مستمر، ما يفاقم أزمة المناخ بشكل ملحوظ.

أوضح تقرير الوكالة أن تنظيف المنشآت المهجورة عالميًا سيكلّف نحو 100 مليار دولار. لكن أحد المشاركين في إعداد التقرير، توماس دي أوليفيرا بريداريول، أشار إلى أن "هذه الخطوة لا تحقق عادةً عوائد اقتصادية، وتتطلب جهدًا هائلًا لتحديد مواقع المشكلة والعمل على معالجتها".

منشآت مهجورة دون رقابة

قدّر التقرير عدد منشآت النفط والغاز البرية المهجورة بنحو 8 ملايين وحدة حول العالم، مشددًا على ضرورة أن تبدأ الدول بمتابعتها ومراقبة انبعاثاتها المتسربة.

رغم أن الولايات المتحدة تحت إدارة الرئيس السابق جو بايدن حققت تقدمًا في خفض انبعاثات الميثان، فإن سياسات سلفه دونالد ترامب، الذي أعاد لوائح الميثان للمراجعة، قد تعرقل هذا التقدم. 

أما روسيا، التي تشغّل بنية تحتية بالغة التسرب، فقد انسحبت من معظم الجهود المناخية العالمية، ما يزيد من صعوبة احتواء المشكلة.

ساهمت الأقمار الصناعية الجديدة، التي تتيح تتبع انبعاثات الميثان بدقة، في كشف تفاوت كبير بين الانبعاثات الفعلية والبيانات الرسمية التي تقدمها الدول، وقد تبين أن الانبعاثات المرصودة بالأقمار الصناعية تفوق بكثير ما يتم الإعلان عنه.

حذر الناشط دوروود زيلكي من أن "رصد المشكلة لا يكفي"، مؤكدًا أن الوقت قد حان للانتقال من القياس والوعود إلى تنفيذ إجراءات إلزامية لخفض انبعاثات الميثان، ومشيرًا إلى أن تجاهل ذلك هو عمل تجاري غير مسؤول.

مبادرات دولية وإرادة شعبية

رغم التحديات، يرى مارسيلو مينا، الرئيس التنفيذي لمركز الميثان العالمي، بوادر أمل، مشيرًا إلى دعم شعبي متزايد لإجراءات مكافحة الميثان، وتقدم دولي ملحوظ، حيث اعتمدت الصين معايير جديدة لميثان الفحم، وكندا وكازاخستان تعملان على لوائح للميثان من النفط والغاز، فيما انضمت المملكة المتحدة والبرازيل لتحالف مناخي جديد.

تُجمع تقارير الخبراء على أن خفض انبعاثات الميثان هو أحد أسرع وأكثر الحلول فعالية لتبريد الكوكب خلال المدى القصير، ومنع تفاقم الكوارث المناخية التي تهدد الحياة البشرية على المدى الطويل.

وشهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات وإزالتها والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري بجانب تدمير الحياة البرية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية