"وزارة التنمية": 40 ألف طفل يتيم في غزة يواجهون شبح الموت الجماعي

"وزارة التنمية": 40 ألف طفل يتيم في غزة يواجهون شبح الموت الجماعي
أطفال يبكون رحيل ذويهم في غزة

كشفت وزارة التنمية الاجتماعية في غزة، الأربعاء، أن عدد الأيتام الذين خلفتهم حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 قد ارتفع إلى نحو 40 ألفًا، في ظل انقطاع تام لجميع أشكال الكفالات والمساعدات المخصصة لهم، ما يعرض مستقبلهم للخطر المباشر.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة، عزيزة الكحلوت، في حديث لوكالة أنباء "صفا"، إن "الكفالات الدورية وغير الدورية التي كانت تصل للأيتام توقفت كليًا، بسبب الحصار المالي الذي فرضته الحرب على القطاع"، مؤكدة أن الأيتام لم يتلقوا أي دعم منذ اندلاع الحرب.

مصطلح “الناجي الوحيد” 

أشارت الكحلوت إلى ظهور مصطلح جديد ومفجع في القطاع، وهو "الناجي الوحيد"؛ في إشارة إلى الأطفال أو الأفراد الذين بقوا على قيد الحياة بعد استشهاد جميع أفراد أسرهم، موضحة أن عددهم وصل إلى نحو 700 شخص، يعيشون صدمة الفقد الكامل والنجاة المنفردة.

قالت المتحدثة إن فئة الأيتام لم تعد تتلقى أي خدمات مساندة، لا نفسية ولا اجتماعية ولا حتى عينية، وأضافت أن خدمات الدعم، على قلتها، جُمدت بالكامل بفعل شح السيولة المالية وتقييد دخول المساعدات الإنسانية، ما يجعل وضع هؤلاء الأطفال بالغ الخطورة.

من 22 ألفًا إلى 40 ألف يتيم

أوضحت الكحلوت أن عدد الأيتام في غزة قبل بدء العدوان الإسرائيلي بلغ نحو 22 ألف يتيم، لم يكن جميعهم يحظون بكفالات تغطي احتياجاتهم الأساسية، لكن الحرب رفعت هذا الرقم إلى ما يقارب 40 ألفًا، ما يجعل القطاع أمام أزمة إنسانية غير مسبوقة.

حذرت وزارة التنمية من تداعيات كارثية في حال استمر الوضع على ما هو عليه، مؤكدة أن الأيتام يواجهون أضرارًا نفسية واجتماعية وصحية واقتصادية قد تؤدي إلى "مرحلة الوفيات الجماعية" إذا لم تتحرك الجهات المعنية محليًا ودوليًا لإنقاذهم.

أيتام الحرب يُدرجون كأسر مستقلة

قالت الكحلوت إن الوزارة بدأت بإدراج الأيتام في غزة كأسر مستقلة لتسهيل حصولهم على المساعدات الإغاثية التي توفرها الوزارة وشركاؤها المحليون والدوليون، مشيرة إلى أن عددًا من هؤلاء الأيتام أُصيب أو بات من ذوي الإعاقة بسبب القصف.

أوضحت المتحدثة أنه جرى حصر مبدئي للأيتام الجدد، مع إدراجهم على منظومة محوسبة خاصة لتحديد احتياجاتهم، وقد خُصصت لهم مساعدات تشمل الملابس، والطرود الصحية، والمساعدات النقدية، في محاولة لتخفيف جزء يسير من معاناتهم.

مناشدة لتفعيل برامج الكفالة 

دعت الوزارة المؤسسات الخيرية، خاصة تلك التي كانت تكفل الأيتام، إلى تفعيل برامجها مجددًا رغم أزمة السيولة، وذلك عبر المحافظ الإلكترونية التي تتيح تقديم المساعدة بشكل مباشر، بعيدًا عن الروتين البنكي المتعثر في ظل الحصار الإسرائيلي.

شددت الكحلوت على أهمية تجاوز مرحلة الكفالة التقليدية إلى الرعاية الشاملة للأيتام، حتى بعد تجاوزهم عمر 18 عامًا، عبر دعمهم بالتعليم والتدريب المهني، وتأمين فرص العمل والمشاريع الصغيرة، وصولًا إلى زواجهم وتكوين أسرهم.

منذ السابع من أكتوبر 2023، يشنّ الجيش الإسرائيلي حرب إبادة ضد قطاع غزة، بدعم أمريكي مباشر، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، فضلًا عن أكثر من 11 ألف مفقود تحت الركام، وتحولت غزة إلى مقبرة جماعية، وصار فيها اليُتم عنوانًا دائمًا لبراءة منسية خلف خطوط النار.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية