الأمم المتحدة تحذّر: هجمات بورتسودان تهدد شريان المساعدات

الأمم المتحدة تحذّر: هجمات بورتسودان تهدد شريان المساعدات
توزيع المساعدات في مدينة بورتسودان- أرشيف

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلق بالغ إزاء تصاعد الهجمات بالطائرات المسيّرة على مدينة بورتسودان، والتي تُعد نقطة الدخول الأساسية للمساعدات الإنسانية إلى السودان، محذرًا من أن هذا التصعيد يهدد بتوسيع نطاق الأزمة وتعقيد عمليات الإغاثة بشكل خطير.

وحذّر غوتيريش، في بيان منسوب للمتحدث باسمه، من أن القصف المتزايد قد يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، ويزيد من تدمير البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها الملايين، في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة ممتدة منذ أكثر من عام، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.

أبدى الأمين العام قلقه من اتساع رقعة القتال إلى مناطق كانت ملاذاً آمناً للنازحين، وعلى رأسها بورتسودان، التي احتضنت آلاف الفارين من العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.

وقال البيان إن الهجمات التي تكررت منذ يناير على منشآت الكهرباء ومحطات المياه والرعاية الصحية حرمت المدنيين من الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والغذاء.

دعوة لالتزام بالقانون

جدد غوتيريش التأكيد على ضرورة احترام جميع أطراف الصراع للقانون الدولي الإنساني، وشدد على أهمية تجنب استهداف المدنيين والمرافق المدنية، داعياً الأطراف إلى اتخاذ كل التدابير الاحترازية الممكنة لحماية السكان، والسماح بمرور المساعدات دون عوائق.

اتهم الأمين العام أطراف النزاع بغياب الإرادة السياسية الحقيقية للعودة إلى طاولة المفاوضات، مفضلين الحلول العسكرية على التسوية السلمية، ودعا الأطراف إلى الانخراط الجاد مع آليات الوساطة القائمة والتعاون مع الجهود الأممية الرامية إلى التوصل لحل سياسي ينهي النزاع.

وأكد أن الحوار يظل السبيل الوحيد لتحقيق السلام الذي ينشده شعب السودان، مجدداً دعوته لوقف فوري للأعمال القتالية.

تعليق خدمات النقل الجوي

كشفت الأمم المتحدة عن تعليق رحلات النقل الجوي الإنسانية من وإلى بورتسودان منذ الرابع من مايو، بعد تصاعد التهديدات الأمنية. وقال برنامج الأغذية العالمي، المشغّل لتلك الرحلات، إنه سيستأنف العمليات عندما تسمح الظروف.

وأوضحت المتحدثة الأممية ستيفاني تريمبليه أن هذا التعليق يعرقل تنقل العاملين الإنسانيين ويؤثر سلباً على إيصال المساعدات العاجلة إلى مناطق مختلفة في السودان.

الهجمات تمتد إلى ولايات أخرى

ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الضربات بالطائرات المسيّرة طالت ولايتي كسلا ونهر النيل، حيث تسبب القصف قرب مطار كسلا في تشريد نحو 2900 شخص وتعليق بعض أنشطة الإغاثة أو نقلها إلى أماكن بديلة.

كما استهدفت طائرة مسيّرة في 25 أبريل محطة محولات الكهرباء في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي وزيادة معاناة السكان بسبب نقص الوقود والخبز والطوابير الطويلة أمام المحطات والمخابز.

يعيش السودان منذ منتصف أبريل 2023 أزمة سياسية وعسكرية خانقة، بعد اندلاع القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل وتشريد مئات الآلاف، وتدهور الأوضاع الإنسانية في معظم أنحاء البلاد، وتعتبر مدينة بورتسودان، الواقعة شرق البلاد، المنفذ الإنساني الوحيد المتبقي تقريباً، بعد توقف العديد من الممرات الإنسانية، ما يجعل استهدافها تطورًا خطيرًا ينذر بكارثة إنسانية وشيكة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية