"إيران إنترناشيونال": وفاة سجين أفغاني في طهران بعد إضرابه عن الطعام
"إيران إنترناشيونال": وفاة سجين أفغاني في طهران بعد إضرابه عن الطعام
توفي السجين الأفغاني نبي بياني داخل سجن "قزل حصار" في مدينة كرج الإيرانية، الأربعاء، عقب إضراب جاف عن الطعام والماء استمر عدة أيام، احتجاجًا على ظروف احتجازه المهينة والمعاملة القاسية التي تعرض لها، وسط تجاهل تام من إدارة السجن، ما أثار موجة استنكار واتهامات للسلطات بارتكاب "قتل ممنهج" بحق السجناء، بحسب ما أكده السجين السياسي والناشط الحقوقي أحمد رضا حائري في رسالة وجهها من داخل السجن نفسه إلى رئيس السلطة القضائية الإيرانية.
واتهم حائري في رسالته العلنية غلام حسين محسني أجئي، رئيس السلطة القضائية، بالتقاعس عن فتح أي تحقيق في وفاة بياني، معتبراً هذا الصمت "بمنزلة تأييد رسمي لقتل هذا السجين"، على حد تعبيره، وفق صحيفة "إيران إنترناشيونال".
وأضاف أن الإضراب عن الطعام "آخر وسيلة إنسانية يلجأ إليها السجين عندما تُسَدّ أمامه جميع السبل لنيل حقه"، مؤكدًا أن السلطات لم تراعِ القوانين المعمول بها في حالات الإضراب، بل "انتهكت أبسط المبادئ الإنسانية"، حسب وصفه.
تهديد باللجوء للهيئات الدولية
أوضح حائري أن بياني نُقل قبل أسبوع من وفاته إلى ما يُعرف بزنزانة "الدربسته" (المغلقة) مع ثلاثة سجناء آخرين بزعم تورطهم في شجار داخل العنبر، ليتعرضوا لاحقًا للنقل القسري إلى الوحدة الأولى في السجن، وهي الأكثر اكتظاظًا وتوترًا، في مخالفة صريحة للوائح السجون، خاصة بالنسبة للسجناء الأجانب.
وأكد أن بياني عبّر صراحة عن رفضه لهذا الإجراء المهين وهدد بالدخول في إضراب جاف إذا استمرت معاناته، إلا أن مسؤولًا يُدعى إسماعيل فرج نجاد، يشغل منصب نائب الصحة في السجن، استهزأ بتهديده قائلاً: "فليكن، مت! إلى الجحيم!"، ثم أمر بإبقائه في ممر عام من جناح 9 بدلًا من زنزانة، ليُترك في عزلة وإهانة حتى لفظ أنفاسه بعد أربعة أيام دون أن يتلقى أي رعاية.
وحمّل حائري النظام القضائي المسؤولية المباشرة عن هذه الوفاة التي وصفها بـ"الجريمة"، مطالبًا بتشكيل لجنة مستقلة من خارج هيكل السجن للتحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين. وحذّر من أن تجاهل هذا المطلب سيضعف "مكانة السلطة القضائية في أعين الداخل والخارج".
وفي رسالة شديدة اللهجة، توعّد الناشط الحقوقي بالتوجه إلى الهيئات الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان إذا ما تعرض لملاحقة بسبب هذه الرسالة، مشيرًا إلى أن جهوده الحقوقية داخل السجن كلفته تهمًا ملفقة، رفعت مدة سجنه إلى أكثر من 6 سنوات منذ مايو 2023، في ظل محاولات مستمرة لإجهاض أي محاولات لإعادة محاكمته أو الإفراج عنه.
واقع مأساوي يتكرر
تُعد وفاة نبي بياني أحدث حلقة في سلسلة من الانتهاكات التي أودت بحياة سجناء في إيران تحت ظروف غامضة، ومن بينهم ساسان نيك نفس وأمير حسين حاتمي.
وأشار حائري، في وقت تتصاعد فيه المطالب المحلية والدولية بوضع حد للممارسات القمعية داخل السجون الإيرانية، واحترام الحد الأدنى من معايير حقوق الإنسان وحق السجناء في الحياة والكرامة.