"المرصد السوري": "داعش" ينظم 78 عملية هجومية منذ مطلع العام شمال وشرق سوريا

"المرصد السوري": "داعش" ينظم 78 عملية هجومية منذ مطلع العام شمال وشرق سوريا
عناصر في تنظيم داعش- أرشيف

 

وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ خلايا تنظيم “داعش” لـ78 عملية أمنية داخل مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا" منذ بداية العام 2025، ما أسفر عن مقتل 30 شخصًا، معظمهم من عناصر "قوات سوريا الديمقراطية" والأجهزة الأمنية المرتبطة بها.

هجمات مسلحة وتفجيرات و اغتيالات

ووفق بيان للمرصد السوري اليوم الخميس، فإن العمليات التي شملت هجمات مسلحة وتفجيرات وعمليات اغتيال، تركزت بشكل رئيسي في محافظة دير الزور، حيث تم تسجيل 65 هجومًا، أدت إلى مقتل 16 عنصرًا من "قسد"، ومدنيين، وعنصر من التنظيم، بالإضافة إلى إصابة 16 آخرين.

وفي محافظة الحسكة، أُحصيت تسع عمليات مماثلة، أسفرت عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم أربعة من عناصر التنظيم، إلى جانب اثنين من قوات الأمن الداخلي "الأسايش" وعنصر من "قسد". كما رُصدت أربع عمليات في محافظة الرقة، أدت إلى مقتل عنصر من "الأسايش" وإصابة خمسة آخرين.

إعادة التموضع

وحذر المرصد من أن الهجمات الأخيرة تعكس قدرة "داعش" على إعادة التموضع من خلال خلاياه النائمة، رغم فقدان التنظيم لسيطرته الجغرافية في سوريا والعراق.

وفي تطوّر لافت، سجّل المرصد هجومًا واحدًا داخل مناطق تابعة للحكومة السورية في دير الزور، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، إلى جانب محاولة فاشلة لاستهداف مقام السيّدة زينب في العاصمة دمشق، ما يثير تساؤلات عن إمكانية توسيع التنظيم لنطاق عملياته خارج حدود "الإدارة الذاتية".

وأشار المرصد إلى أن هذه التطورات تؤكد استمرار التحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، وسط مطالبات بضرورة دعم القدرات الاستخباراتية والعسكرية لقوات "قسد" للحد من عودة التنظيم إلى المشهد.

تنظيم داعش

ظهر تنظيم (داعش) في سوريا بشكل فعلي في العام 2013، بعد أن تمددت عملياته من العراق إلى الأراضي السورية في خضم الفوضى التي خلّفها النزاع المسلح. تأسس التنظيم في البداية تحت اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، قبل أن يعلن قيام "الخلافة الإسلامية" في يونيو 2014 بقيادة أبو بكر البغدادي، وسيطر في ذروته على مساحات واسعة من الأراضي في سوريا والعراق، من بينها الرقة، التي أعلنها "عاصمة الخلافة".

مارس التنظيم خلال فترة سيطرته أشد أنواع العنف بحق المدنيين، بما في ذلك الإعدامات العلنية، والسبي، والتطهير العرقي، مستفيدًا من الفراغ الأمني والانقسام السياسي في البلدين.

بدأت خسائر التنظيم تتسارع ابتداءً من عام 2017، مع انطلاق العمليات العسكرية المشتركة التي شنتها "قوات سوريا الديمقراطية" بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. وفي مارس 2019، أعلنت "قسد" هزيمة التنظيم جغرافيًا بعد السيطرة على آخر معاقله في بلدة الباغوز شرقي دير الزور.

ورغم انهياره الجغرافي، لم يُقضَ على "داعش" كليًا، إذ حافظ على وجوده من خلال خلايا نائمة تنفذ هجمات مباغتة في البادية السورية ومناطق شرق الفرات، مستهدفًا قوات "قسد"، قوات النظام السوري، والمدنيين على حد سواء، ما يهدد بعودة التنظيم كقوة فوضوية لا مركزية في ظل بيئة أمنية هشة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية