العراق يحذّر من هجوم وشيك لداعش على مخيم الهول بسوريا

العراق يحذّر من هجوم وشيك لداعش على مخيم الهول بسوريا
مخيم الهول للاجئين- أرشيف

حذّر رئيس جهاز الأمن الوطني العراقي عبد الكريم عبد فاضل، المعروف بـ"أبو علي البصري"، اليوم الاثنين، من محاولات ينفذها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا لشنّ هجوم على سجن مخيم الهول شمال شرقي سوريا، الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بهدف تحرير آلاف الإرهابيين المحتجزين فيه من جنسيات مختلفة.

ودعا البصري، في تصريح لصحيفة "الصباح" الرسمية، قوات قسد إلى تسليم السجناء العراقيين للحكومة العراقية، محذرًا من أن أي تأخير في هذا الملف قد يؤدي إلى تداعيات أمنية خطيرة داخل سوريا، وقد تمتد آثارها إلى دول الجوار، وأكد ضرورة تحرك فوري للحفاظ على أمن المنطقة ورفع المسؤولية عن قوات قسد.

وكشف البصري عن وجود نحو 1900 عراقي داخل سجن مخيم الهول، اعتُقلوا على خلفية ارتباطهم بتنظيم داعش، وأوضح أن الوضع الأمني في العراق أكثر استقرارًا مقارنة بسوريا وشمال إفريقيا، مشددًا على أن جهاز الأمن الوطني العراقي يمتلك قدرات عالية في الرصد والمتابعة حتى خارج الحدود.

خسائر بشرية متلاحقة

أكد البصري أن فلول داعش في العراق تعاني من انتكاسات متتالية على المستويين المالي والبشري، وفقدت أغلب الحواضن التي كانت تدعمها، لافتًا إلى أن بعض هذه الفلول تحاول تعويض هزائمها عبر تضخيم إعلامي لمزاعم استهداف عسكري أجنبي مرتقب للعراق.

وتواصل القوات المسلحة العراقية تنفيذ ضربات دقيقة ضد ما تبقى من تجمعات التنظيم الإرهابي، خاصة في المناطق الجبلية الوعرة ضمن سلسلة جبال حمرين وصحراء الأنبار، بهدف إنهاء تحركاته وقطع طرق الإمداد التي يستغلها للبقاء على قيد الحياة.

أحد أكثر الأماكن حساسية

يُعد مخيم الهول، الواقع في ريف محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، أحد أكثر الأماكن حساسية وتعقيدًا في الملف الأمني والإنساني في المنطقة، وقد أنشئ مخيم الهول في تسعينيات القرن الماضي لإيواء اللاجئين العراقيين، لكنه تحوّل بعد عام 2014 إلى مركز لاحتجاز آلاف النساء والأطفال المرتبطين بتنظيم داعش، إضافة إلى مقاتلين سابقين من التنظيم من أكثر من 50 جنسية.

ويضم المخيم اليوم أكثر من 50 ألف شخص، بينهم نحو 10 آلاف أجنبي من عائلات مقاتلي التنظيم، في ظروف معيشية وإنسانية صعبة، وسط اتهامات دولية بالتقاعس عن إعادة رعايا الدول الأجنبية ومحاكمتهم في بلدانهم.

ورغم الحراسة التي تفرضها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، فقد شهد المخيم في السنوات الأخيرة عشرات حوادث الهروب والقتل ومحاولات التمرد، ما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير مرارًا من تحوّله إلى بؤرة لتجدد الإرهاب.

وترى تقارير أمنية أن تنظيم داعش يعتبر المخيم أحد أولوياته الاستراتيجية، ويسعى لإطلاق سراح عناصره المحتجزين فيه عبر خلايا نائمة وعمليات تهريب وتمويل داخلية وخارجية، في حين تطالب قسد والمجتمع الدولي بإيجاد حل جذري لهذا الملف، إما عبر إعادة التأهيل وإما إعادة المقاتلين وعائلاتهم إلى دولهم.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية