الأمم المتحدة: ارتفاع غير مسبوق في الهدم والتهجير بالضفة الغربية
الأمم المتحدة: ارتفاع غير مسبوق في الهدم والتهجير بالضفة الغربية
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس عن تسجيل ارتفاع حاد في عمليات الهدم والتهجير في المنطقة (ج) من الضفة الغربية خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن السبب الرئيس لذلك هو نقص تصاريح البناء التي تكاد تكون مستحيلة الحصول عليها من السلطات الإسرائيلية بالنسبة للفلسطينيين.
وفي تقريره الدوري الصادر حديثاً، وثّق المكتب هدم 73 مبنى فلسطينيًا خلال أسبوع واحد فقط، بين 29 أبريل و5 مايو، منها 24 مبنى كانت مقدّمة كمساعدات إنسانية، وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
خسائر واسعة في الخليل والقدس
أفاد التقرير بأن السلطات الإسرائيلية نفّذت في 5 مايو عملية هدم جماعية في تجمع خلة الضبع الرعوي بمحافظة الخليل، شملت 39 مبنى، من بينها 19 مقدمة كمساعدات إنسانية، ما يمثل 85% من مباني التجمع.
وأسفرت العملية عن تهجير 50 شخصًا، نصفهم من الأطفال، وترك التجمع دون مياه أو كهرباء.
كما أجبرت عائلة فلسطينية على هدم منزلها ذاتيًا في القدس الشرقية، بينما هدمت القوات الإسرائيلية ستة مبانٍ سكنية على الأقل في مخيم نور شمس للاجئين، ضمن حملة تطال 106 مبانٍ في مخيمي طولكرم ونور شمس.
وادي الأردن يعاني العطش
قال مكتب أوتشا إن التجمعات الفلسطينية في وادي الأردن ما زالت تعاني من نقص حاد في المياه، نتيجة قلة الأمطار وسياسات الهدم، وأضاف أن قرابة 20% من المباني المهدمة هذا العام في المنطقة تعود لمنشآت مياه وصرف صحي.
خلال الفترة نفسها، قتلت القوات الإسرائيلية فلسطينيين اثنين وأصابت ما لا يقل عن 57 آخرين، من ضمنهم ستة أطفال، كما توفي معتقل فلسطيني من الضفة الغربية في ظروف غامضة أثناء احتجازه لدى إسرائيل.
وبالتزامن، وثّق المكتب 13 حادثة عنف ارتكبها مستوطنون، أسفرت عن إصابة أربعة فلسطينيين وتشريد عائلتين وتدمير ممتلكات.
وسُجّلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية خمس حالات اختطاف واحتجاز نفذها مستوطنون بحق فلسطينيين، في محافظات نابلس ورام الله والخليل.
وفي حادثة صادمة يوم 20 أبريل، طارد مستوطنون أطفالاً في قرية بيت فوريك وهم يحملون السكاكين والحجارة، وقاموا باختطاف طفلة تبلغ من العمر 13 عامًا وشقيقها البالغ ثلاث سنوات، حيث عُثر عليهما مربوطين بشجرة داخل القرية.
نداء عاجل دون تمويل كافٍ
أوضح المكتب أن النداء الإنساني العاجل لعام 2025 للأرض الفلسطينية، الذي يطالب بـ4.07 مليار دولار، لم يتلقَّ سوى 15% من التمويل اللازم حتى الآن، فيما خُصص 12% فقط من هذا التمويل للضفة الغربية، مما يعرقل الاستجابة للأزمة الإنسانية المتصاعدة.
المنطقة (ج) تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة
تُشكّل المنطقة (ج) أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية، وتقع تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيًا وإداريًا، بموجب اتفاقيات أوسلو، كان من المفترض أن تنتقل هذه المنطقة تدريجيًا إلى السلطة الفلسطينية، إلا أن ذلك لم يتحقق.
يواجه الفلسطينيون في هذه المنطقة قيودًا شديدة على البناء والتوسع، في وقت تواصل فيه إسرائيل توسيع المستوطنات وإنشاء بؤر استيطانية جديدة.
ووفق تقارير الأمم المتحدة، فإن معدل رفض تصاريح البناء للفلسطينيين في المنطقة (ج) يتجاوز 98%، ما يجعل أي بناء يُعد غير قانوني في نظر السلطات الإسرائيلية، رغم الحاجة الإنسانية الملحة.