بيل غيتس يعلن التبرع بكل ثروته تقريباً لإنهاء الفقر ومكافحة الأمراض والأوبئة
إنفاق 200 مليار دولار بحلول عام 2045
في خطوة غير مسبوقة في عالم المال والعمل الخيري، أعلن الملياردير الأمريكي بيل غيتس أنه يعتزم التبرع بثروته الهائلة بالكامل تقريبًا، مؤكدًا أن هدفه هو إنفاق 200 مليار دولار بحلول عام 2045، قبل أن يُغلق أبواب مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" نهائيًا.
"لن أكون من مات غنيًا"
كتب غيتس (69 عامًا) رسالة شخصية مؤثرة نشرها على حسابه الرسمي على موقع "إكس" الخميس قال فيها: "سيقول الناس كثيرًا من الأشياء عني عندما أموت، لكنني مصمم على أن عبارة مات غنيًا لن تكون واحدة منها".
أوضح غيتس أن وجوده في عالم يعاني فيه الملايين من الفقر والأمراض بينما هو يحتفظ بثروة ضخمة لم يعد خيارًا مقبولًا بالنسبة له، وأضاف:"هناك مشكلات ملحّة جدًا في العالم لا يمكنني تجاهلها، ولا أستطيع الاحتفاظ بموارد يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس".
أولويات إنسانية
أكد غيتس أن تركيزه سينصب على قضايا حيوية تشمل إنقاذ الأمهات وحديثي الولادة من الوفاة، والقضاء على أمراض مثل شلل الأطفال والملاريا والحصبة، إلى جانب تقليص الفقر العالمي.
ويأتي هذا القرار في وقتٍ تواجه فيه المساعدات الدولية انتكاسات حادة، لا سيما مع تراجع التمويل من دول كبرى مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، ما جعل تدخل الأفراد المؤثرين أكثر أهمية من أي وقت مضى.
انتقاد غير مباشر للغرب
لم يُخفِ غيتس إحباطه من السياسات الغربية الجديدة، موجهًا رسالة ضمنية قائلاً: "من غير الواضح ما إذا كانت أغنى دول العالم ستواصل الدفاع عن الشعوب الأشد فقرًا".
وشدد على أن "نجاح الجهود الخيرية لا يمكن أن يتحقق دون شراكة الحكومات"، مشيرًا إلى أن المبادرات المستدامة تحتاج إلى إرادة سياسية بقدر ما تحتاج إلى تمويل.
100 مليار دولار لإنقاذ الأرواح
تأسست مؤسسة "بيل وميليندا غيتس" عام 2000 بالشراكة مع زوجته السابقة ميليندا، وانضم إليهما لاحقًا المستثمر الأمريكي الشهير وارن بافيت، ومنذ انطلاقها، أصبحت واحدة من أكبر مؤسسات العطاء في العالم، حيث أنفقت أكثر من 100 مليار دولار على مشاريع صحية وتنموية في عشرات الدول.
دعمت المؤسسة تحالفات كبرى مثل Gavi لتحالف اللقاحات، والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، وأسهمت في إنقاذ ملايين الأرواح، خاصة في المناطق الأكثر فقرًا في إفريقيا وآسيا.
يُعرف بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت، بكونه أحد أثرى رجال العالم وأكثرهم تأثيرًا في مجال العطاء، بعد تنحيه عن إدارة مايكروسوفت خصص الجزء الأكبر من وقته وموارده لمؤسسته الخيرية، وقد شكّل إعلان غيتس الأخير تحولًا حادًا في فلسفته حول الثروة، في وقت يشهد العالم فجوة متزايدة بين الأغنياء والفقراء، وجاءت خطوته في ظل تصاعد أزمات الصحة العالمية، وتراجع تمويل الدول الكبرى للمساعدات الدولية، ما يجعل من هذا التعهد إشارة أمل نادرة في عالم يتخبط وسط أزمات متلاحقة.