"شؤون اللاجئين": تخفيض التمويل يهدد حماية اللاجئين في كوستاريكا

"شؤون اللاجئين": تخفيض التمويل يهدد حماية اللاجئين في كوستاريكا
إحدى اللاجئات في كوستاريكا

حذرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة، من أن كوستاريكا تواجه خطرًا حقيقيًا يهدد التزامها طويل الأمد بحماية اللاجئين، وذلك في ظل التخفيضات الحادة في التمويل التي تؤثر بشكل مباشر في الدعم المقدم للاجئين وطالبي اللجوء، ولا سيما من نيكاراجوا.

وأكدت روفندريني مينيكديويلا، مساعدة المفوض السامي لشؤون الحماية، أن "من دون التمويل، يُترك طالبو اللجوء في حالة من النسيان، بلا وثائق، بلا دعم، ومع تزايد اليأس"، مشيرة إلى أن وكالة الأمم المتحدة اضطرت لتقليص العديد من خدماتها الحيوية وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقالت مينيكديويلا إن "خلال الأشهر الأخيرة، انخفضت ميزانية العمليات في كوستاريكا بنسبة 41%، ما كان له أثر سلبي كبير في اللاجئين الذين يعانون الظروف الصعبة في هذا البلد الذي يستضيف اليوم أكثر من 200 ألف لاجئ وطالب لجوء، وهو ما يعادل نحو 4% من إجمالي سكان كوستاريكا".

التحديات اليومية للاجئين

غالبية اللاجئين في كوستاريكا هم من نيكاراجوا، الذين يفرون من الاضطرابات السياسية والاجتماعية المتصاعدة في بلادهم، ويرتكز معظمهم في مناطق نائية حيث يعانون غياب الدعم القانوني والخدمات الصحية والتعليمية، وتشير المفوضية السامية إلى أن معظم المساعدات التي تم تخفيضها كانت مخصصة لمساعدة النساء والأطفال المستضعفين، الذين باتوا في وضع حرج.

وفي زيارتها الأخيرة إلى كوستاريكا، التقت مينيكديويلا مع نساء من السكان الأصليين من الميسكيتو، اللاتي فررن من العنف القائم على نوع الجنس، وأوضحت أن هؤلاء النساء اللاتي أنشأن أماكن آمنة للمجتمعات المحلية، أصبحت جهودهن مهددة بفعل نقص الخدمات الأساسية.

كما أكدت مينيكديويلا أن "القدرة على تسجيل الوافدين الجدد قد انخفضت بنسبة 77%، ما يعني أن عملية معالجة حالات اللجوء قد تستغرق الآن سنوات، ما يزيد من معاناة الأشخاص الذين لا يمكنهم الحصول على وثائق رسمية، وبالتالي لا يستطيعون العمل قانونيًا أو الالتحاق بالمدارس أو الحصول على الرعاية الصحية".

مناشدة لإنقاذ العمليات الإنسانية

في وقت حرج، وجهت المفوضية نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي الكافي للحفاظ على العمليات الإنسانية في كوستاريكا حتى عام 2025، مشيرة إلى أن التخفيضات في التمويل تهدد استمرارية الحماية للاجئين في هذا البلد الذي طالما لعب دورًا رائدًا في حماية حقوق اللاجئين.

وأضافت مينيكديويلا: "إذا لم يلبِّ المجتمع الدولي هذا النداء، فإن العواقب ستكون وخيمة، ليس فقط على اللاجئين في كوستاريكا، بل على الاستقرار في المنطقة ككل".

تستضيف كوستاريكا واحدة من أكبر مجموعات اللاجئين في منطقة أمريكا الوسطى، حيث كان لها تاريخ طويل في توفير الحماية للأشخاص الفارين من الحروب والصراعات، وعلى الرغم من ضغوطها الاقتصادية، كانت كوستاريكا مثالًا على التضامن الإنساني في المنطقة، ومع ذلك، فإن التخفيضات الأخيرة في الميزانية تهدد هذا الالتزام وتضع اللاجئين في مواجهة خطر فقدان الأمل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية