فيضانات في مقديشو تودي بحياة 7 أشخاص وتشرّد مئات العائلات

قضى سبعة أشخاص على الأقل ليل الجمعة– السبت، جراء فيضانات عارمة اجتاحت العاصمة الصومالية مقديشو، إثر أمطار غزيرة استمرت لأكثر من عشر ساعات متواصلة، بحسب ما أعلنته السلطات المحلية، اليوم السبت.

وأفاد صلاح عمر حسن، المتحدث باسم إدارة إقليم بنادر، في مؤتمر صحفي، بأن السيول أدت إلى مصرع سبعة أشخاص بينهم امرأتان، وتشريد أكثر من 200 عائلة، إضافة إلى تدمير تسعة منازل في عدد من أحياء العاصمة، وإلحاق أضرار جسيمة بستة طرق رئيسية تُعد شرايين حيوية لحركة التنقل والسكان في المدينة، وفق وكالة "فرانس برس". 

وروى المواطن عبد الله علي (35 عامًا)، أنه لم يشهد أمطارًا بهذه الغزارة من قبل، وقال: "استمرت الأمطار أكثر من عشر ساعات متواصلة، تهدمت منازل عدة في حيّنا، وتوفي طفلان في أحد المنازل المجاورة".

كما أكدت فاطمة علي، إحدى سكان مقديشو، أن "الكثير من الأهالي ظلوا محاصرين داخل منازلهم بعدما غمرت المياه الشوارع والمداخل، وألحقت الأمطار دمارًا واسعًا في المناطق السكنية".

وتسببت السيول في شلل شبه تام لحركة السير، بعدما انقطعت الطرقات بفعل ارتفاع منسوب المياه وانجراف التربة، في وقت كانت فرق الدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة بسبب حجم الفيضانات.

نذر كارثة مناخية مستمرة

وبحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في 30 أبريل الماضي، فإن أكثر من 45 ألف شخص تأثروا بالفيضانات المفاجئة في الصومال منذ منتصف أبريل، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة بفعل تغيرات مناخية متسارعة.

وتُعد منطقة القرن الإفريقي، التي تضم الصومال، من أكثر مناطق العالم تعرضًا لآثار تغير المناخ، إذ باتت الظواهر الجوية المتطرفة -من فيضانات وجفاف- تحدث بشكل متكرر وبشدة غير مسبوقة.

وسبق أن شهد الصومال في عام 2023 فيضانات عاتية، أودت بحياة أكثر من 100 شخص وتسببت في نزوح أكثر من مليون شخص، نتيجة أمطار غزيرة مرتبطة بظاهرة النينيو المناخية.

هشاشة البنية التحتية

وتفاقم آثار هذه الفيضانات هشاشة البنية التحتية في العاصمة الصومالية التي تفتقر إلى أنظمة صرف صحي ملائمة، مما يجعلها عرضة لكوارث متكررة كل موسم مطري.

ودعت السلطات المحلية المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات عاجلة، فيما يخشى المراقبون من ازدياد معاناة السكان إذا استمر الهطول الغزير خلال الأيام المقبلة.