نزوح 7 آلاف أسرة بولاية كردفان السودانية هرباً من العنف
نزوح 7 آلاف أسرة بولاية كردفان السودانية هرباً من العنف
دمرت المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يومي الأربعاء والخميس الماضيين، مدينتي النهود والخوي بولاية غرب كردفان، ما أجبر أكثر من 7 آلاف أسرة على النزوح القسري، بحسب ما أعلنته، اليوم الاثنين، منظمة الهجرة الدولية.
ووصفت المنظمة في بيان رسمي الوضع الميداني بأنه "متقلب إلى حد كبير وغير قابل للتنبؤ"، محذرة من استمرار موجات النزوح مع تصاعد الاشتباكات وانعدام الأمن.
وأكدت المنظمة أن فرقها الميدانية المختصة بتتبع حركات النزوح قدّرت عدد الأسر التي فرت من النهود بـ5451 أسرة، بينما نزحت 1678 أسرة من الخوي، مشيرة إلى أن معظم النازحين لجؤوا إلى مناطق داخل ولاية غرب كردفان، وإلى ولاية شمال كردفان المجاورة.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تصارع الطرفين على السيطرة على المدن الحيوية غرب البلاد، ضمن حرب مستمرة منذ أكثر من عام خلّفت كارثة إنسانية متفاقمة.
اشتباكات عنيفة وتبادل اتهامات
اتهمت قوات الدعم السريع، في بيان صدر اليوم، الجيش السوداني والقوات الحليفة له من الحركات المسلحة، بارتكاب "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" خلال استعادته السيطرة على مدينة الخوي، دون أن يصدر تعليق رسمي من الجيش على هذه الاتهامات.
وكان الجيش قد أعلن الأحد الماضي سيطرته على المدينة وتكبيده قوات الدعم السريع "خسائر فادحة في الأرواح والعتاد"، حسب ما ورد في البيان العسكري.
وسبق أن أعلنت "الدعم السريع"، في 3 مايو، أنها سيطرت على مدينة الخوي، وذلك بعد يوم واحد فقط من إعلانها السيطرة على مدينة النهود، العاصمة الإدارية المؤقتة لولاية غرب كردفان منذ يوليو 2024، بعد سقوط العاصمة الأصلية الفولة في يونيو الماضي.
تراجع الدعم السريع
أدى تصاعد القتال في غرب كردفان إلى المزيد من التحولات العسكرية الميدانية، حيث بدأت قوات الدعم السريع، بحسب مراقبين، تفقد العديد من مواقعها في عدة ولايات، خاصة في العاصمة الخرطوم التي تمكن فيها الجيش مؤخراً من استعادة مقار حكومية بارزة مثل القصر الرئاسي.
وتُعد ولاية غرب كردفان من المناطق الساخنة في الصراع الحالي، إذ لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء منها، بما في ذلك مدينة الفولة.
أما على مستوى السودان بأكمله، فتشير التقارير إلى أن سيطرة الدعم السريع باتت محصورة في أجزاء من ولايتي شمال وغرب كردفان، وجيوب صغيرة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع ولايات من أصل خمس في إقليم دارفور.
أزمة إنسانية متفاقمة
أدى النزوح الجديد إلى زيادة عدد الفارين من مناطق النزاع، في وقت تجاوز فيه عدد النازحين واللاجئين داخل السودان وخارجه حاجز الـ15 مليون شخص، فيما قُتل أكثر من 20 ألفاً، بحسب الأمم المتحدة والسلطات السودانية، بينما قدرت دراسات أكاديمية من جامعات أمريكية عدد القتلى الفعلي بنحو 130 ألفاً، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يشهدها العالم حالياً.
وتتزايد الحاجة وسط هذا المشهد المعقد، إلى تدخل دولي عاجل لوقف الحرب، وتوفير المساعدات الأساسية للمدنيين، خاصة في المناطق التي تشهد معارك طاحنة ونزوحاً جماعياً يهدد استقرار السودان والمنطقة بأكملها.