تخريب موقع "تشان تشان" الأثري في البيرو يثير استياء السلطات الثقافية

أعلنت وزارة الثقافة في البيرو عن تعرّض موقع تشان تشان الأثري، المدرج ضمن قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، لأعمال تخريب خلال عطلة نهاية الأسبوع، تمثلت برسم رموز جنسية بذيئة على أحد جدرانه القديمة. 

وأكدت الوزارة في بيان رسمي، اليوم الثلاثاء، أن هذا الفعل "يمثل انتهاكًا خطيرًا لتراثنا التاريخي والثقافي"، ويُعد مخالفة صارخة للأنظمة والقوانين التي تحمي الآثار والمواقع الأثرية في البلاد.

انتشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يُظهر شابًا مجهول الهوية، يحمل حقيبة ظهر، وهو يرسم عضواً ذكرياً ضخماً على أحد جدران المجمع المحصن الذي يعود تاريخه إلى 600 عام. 

ولم تُعلن حتى اللحظة السلطات عن هوية مرتكب الجريمة، إلا أن القوانين المحلية تنص على إمكانية معاقبة من يتورط في مثل هذه الجرائم بالسجن لمدة تصل إلى ست سنوات.

قيمة تاريخية مهددة

يُعتبر موقع تشان تشان واحداً من أهم المعالم الأثرية في أمريكا الجنوبية، إذ كان في زمن ذروته مركزاً حضارياً مهماً لحضارة التشيمو قبل أن تخضع للإمبراطورية الإنكا. 

يمتد الموقع حالياً على مساحة 14 كيلومترًا مربعًا، بعدما كانت مساحته الأصلية تبلغ 20 كيلومترًا مربعًا. 

وتشير الدراسات إلى أن المدينة كانت تؤوي نحو 30 ألف شخص، ما يجعلها أكبر مدينة مبنية من الطين في أمريكا ما قبل كولومبوس.

تم إدراج موقع تشان تشان على قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام 1986، وهو كذلك مدرج ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر بسبب عوامل التآكل البيئي والإهمال البشري. 

وتكافح السلطات البيروفية منذ سنوات من أجل حماية هذا الموقع، من خلال فرض إجراءات رقابية مشددة، إلا أن الحادثة الأخيرة سلّطت الضوء على الثغرات الأمنية في الموقع، ودفعت الحكومة لإعادة النظر في سبل تعزيز حماية المواقع الأثرية الوطنية.

ردود فعل رسمية 

بدأت وزارة الثقافة بالتعاون مع الشرطة الثقافية تحقيقات موسعة لتحديد هوية الجاني، حيث اعتبرت الحادثة "تعديًا على هوية الشعب البيروفي". 

ودعت شخصيات بارزة في قطاع الآثار والتراث إلى ضرورة تشديد العقوبات، وتنفيذ برامج توعية مستمرة حول أهمية حماية الإرث الحضاري، خاصة في المواقع التي تمثل ذاكرة حضارات ما قبل الغزو الأوروبي.

إلى جانب ماتشو بيتشو وأطلال كارال، يمثل تشان تشان رمزًا للهوية الثقافية والتاريخية للبيرو، ويجذب آلاف السياح سنويًا، غير أن هذه الحادثة أثارت جدلاً محليًا واسعًا حول مدى الوعي المجتمعي بأهمية التراث، وفعالية الحماية الحكومية لهذه المواقع الحساسة.