رسالة من 370 فناناً.. نجوم عالميون ينددون بالصمت عن "الإبادة في غزة"

ضمّ عدد كبير من النجوم السينمائيين العالميين، من ممثلين ومخرجين، أسماءهم إلى رسالة مفتوحة تدين "الصمت العالمي" حيال ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية في قطاع غزة"، معربين عن سخطهم تجاه تجاهل المجتمع الدولي مأساة المدنيين الفلسطينيين، وتحديدًا اغتيال المصوّرة الصحفية الشابة فاطمة حسونة.

أكد المنظمون، اليوم الجمعة، أن الرسالة حملت توقيع أكثر من 370 شخصية سينمائية بارزة، من بينهم يواكين فينيكس، وبيدرو باسكال، وريز أحمد، وغييرمو ديل تورو، وروني مارا، وجولييت بينوش، والمخرج جيم جارموش، وعمر سي نجم مسلسل "لوبين"، بالإضافة إلى المخرج مايكل مور والممثلة الفرنسية كاميّ كوتان، وفقاً لوكالة فرانس برس.

وانتقد الموقعون في رسالتهم "السكوت المخزي" للمجتمعات السياسية والثقافية حيال المجازر المتكررة في غزة، محمّلين إسرائيل مسؤولية مباشرة عن قتل مدنيين وصحفيين، من بينهم فاطمة حسونة، بطلة الفيلم الوثائقي "ضع روحك على كفك وامشِ"، الذي عُرض ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي يوم الخميس.

اغتيال حسونة وعائلتها

أدانت الرسالة بشدة اغتيال المصوّرة فاطمة حسونة، البالغة من العمر 30 عامًا، والتي قضت مع 10 من أفراد عائلتها خلال قصف إسرائيلي بعد يوم واحد من علمها بعرض فيلمها في كان.

ورغم التباس موقفها في البداية، انضمت الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الـ78 لمهرجان كان، إلى قائمة الموقعين، بعد أن وجهت في كلمتها الافتتاحية تحية مؤثرة إلى حسونة، قائلة: "كان ينبغي أن تكون فاطمة بيننا الليلة"، وسط تصفيق الحاضرين.

تزامنت هذه المواقف الفنية مع تصاعد حدة العنف في قطاع غزة المحاصر، حيث أفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 120 شخصًا يوم الخميس وحده، في حين بلغ عدد الشهداء منذ منتصف الليل أكثر من 70 ضحية إضافية، لترتفع حصيلة الشهداء بشكل متسارع في ظل استمرار العمليات الإسرائيلية دون توقف.

وشهد القطاع، منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي، دماراً واسع النطاق وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وسط تحذيرات دولية من مجاعة وشيكة وغياب أي أفق لوقف إطلاق النار.

فنانون يشعرون بالخجل

أعرب العديد من النجوم العالميين عن "شعورهم بالخجل" من تقاعس المؤسسات الثقافية والفنية عن اتخاذ موقف صريح ضد ما يجري في غزة، من بينهم بطل فيلم "شيندلرز ليست" رالف فاينز، والممثلون ريتشارد غير، ومارك رافالو، وغي بيرس، وسوزان ساراندون، وخافيير بارديم، إلى جانب المخرجين البارزين ديفيد كروننبرغ، بيدرو ألمودوفار، ألفونسو كوارون، ومايك لي.

وشدد هؤلاء الفنانون على أن "الصمت ليس حيادًا، بل تواطؤاً غير معلن"، مشيرين إلى أن الفن يحمل مسؤولية أخلاقية وإنسانية، تتطلب منه الوقوف إلى جانب الضحايا والمظلومين.

وأشارت بينوش في كلمتها الافتتاحية يوم الثلاثاء إلى معاناة الرهائن الذين احتجزوا في هجمات 7 أكتوبر، كما تطرقت إلى مصير السجناء والغرقى والموتى الذين يعيشون أو يرحلون في ظل شعور مرير بالتخلي عنهم، في محاولة منها لتسليط الضوء على الجانبين الإنسانيين من الصراع، دون انحياز ظاهر، قبل أن تحسم موقفها بتوقيع الرسالة لاحقاً.