الأمم المتحدة تحذّر: هجمات إسرائيل على غزة "تطهير عرقي"
الأمم المتحدة تحذّر: هجمات إسرائيل على غزة "تطهير عرقي"
ندّد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الجمعة، بتصعيد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، محذرًا من أن السياسات والممارسات الحالية تشير إلى محاولة إحداث تحول ديموغرافي دائم، وهو ما وصفه بأنه "يرقى إلى تطهير عرقي" في مخالفة خطِرة للقانون الدولي.
وقال تورك في بيان رسمي نُشر على الموقع الإعلامي للأمم المتحدة، إن استمرار "السيل من القنابل" على مناطق مكتظة بالسكان، وإجبار المدنيين على النزوح، وتدمير أحياء كاملة وحرمانها من المساعدات، يُظهر نمطًا من الانتهاكات قد يقود إلى تغيير سكاني ممنهج في القطاع.
وأوردت وسائل إعلام إسرائيلية أن التصعيد الحالي في غزة يأتي بعد موافقة الحكومة على خطة لاستعادة القطاع في وقت سابق من مايو، رغم أن الجيش لم يعلن رسميًا عن توسيع نطاق عملياته. وأعرب تورك عن خشيته أن تكون الهجمات الأخيرة مقدمة لهجوم شامل أوسع.
لا مأوى لا دواء لا غذاء
وصف تورك الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثي"، مشيرًا إلى انهيار شبه تام للخدمات الطبية، ونقص مأوى آمن مع استمرار أوامر التهجير، وتفاقم الجوع بسبب الإغلاق الإسرائيلي الكامل منذ 2 مارس، الذي منع دخول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة.
قال المفوض الأممي، إن آلاف العائلات تعيش في خيام لا تليق بكرامة الإنسان، فيما يعاني الأطفال والنساء والمسنون من الجوع والعطش، نتيجة شح الموارد الإنسانية، وناشد الدول المؤثرة التدخل الفوري لوقف التصعيد، قائلاً: "يجب أن نوقف هذا الجنون".
استهداف المستشفيات
أعرب تورك عن صدمته بسبب استهداف مستشفيين رئيسيين في خان يونس، هما مجمع ناصر الطبي والمستشفى الأوروبي، ما أدى إلى خروج الأخير عن الخدمة.
وأكد أن "المستشفيات محمية في جميع الأوقات، بل إنها أكثر أهمية في أثناء الحرب"، لافتًا إلى أن "قتل المرضى والزوار والعاملين في الطوارئ أمر مأساوي وبغيض".
ورفض المفوض الأممي مسوغات إسرائيل بشأن وجود مراكز قيادة تحت الأرض تابعة لحماس، مؤكدًا أن القانون الدولي يُلزمها باتخاذ كل الاحتياطات لتفادي الإضرار بالمدنيين، مشيرًا إلى أن ما يحدث على الأرض لا يعكس هذا الالتزام.
اندلعت الحرب
اندلعت الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023 بعد هجوم واسع نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل، ومنذ استئناف العمليات العسكرية في مارس 2024 بعد هدنة مؤقتة، استشهد ما لا يقل عن 2,985 شخصًا، ليرتفع العدد الإجمالي للشهداء إلى أكثر من 53 ألفًا، وفق بيانات رسمية فلسطينية.
ويعيش سكان القطاع في أوضاع إنسانية مأساوية نتيجة الحصار، الدمار الواسع، ونقص الماء والغذاء والدواء، وسط دعوات دولية متكررة لوقف القتال وإدخال المساعدات.