الرئيس الفلسطيني يدعو لتحرك دولي لوقف الحرب في غزة

الرئيس الفلسطيني يدعو لتحرك دولي لوقف الحرب في غزة
رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي ببذل جهود حقيقية وفعالة لوقف الحرب المستعرة في قطاع غزة، مشبّهًا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم بالتهجير الجماعي الذي وقع خلال نكبة عام 1948 عند قيام دولة إسرائيل. 

جاءت كلمة عباس، التي ألقاها المندوب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، ليل الخميس/ الجمعة، ضمن فعالية لإحياء الذكرى التي تنظمها الأمم المتحدة، لإحياء مأساة تهجير نحو 700 ألف فلسطيني من أرضهم مع إعلان قيام إسرائيل، وفق وكالة "فرانس برس".

وأكد عباس في رسالته أن "التاريخ لا يُمحى، والعدالة لا تسقط بالتقادم"، مشددًا على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني اليوم هو امتداد للنكبة الأولى، وليس قدرا محتوما، بل "مأساة مستمرة تستوجب إنهاءها"، وفق تعبيره. 

واعتبر أن الجرائم المرتكبة في غزة على مدار 19 شهراً تُصنّف ضمن "جرائم إبادة جماعية"، تشمل القتل والتجويع والتدمير، في ظل "صمت عالمي مخزٍ".

الحصار والمجازر في غزة

يتزامن خطاب الرئيس الفلسطيني مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث قُتل عشرات آلاف المدنيين، وأُجبر مئات الآلاف على النزوح القسري، بينما تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية. 

وتتهم السلطة الفلسطينية حكومة إسرائيل بالسعي المتعمّد لإفراغ غزة من سكانها في إطار ردّها على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، الذي أطلق شرارة الحرب الحالية.

دعا عباس إلى تحرّك دولي عاجل "لوقف الظلم التاريخي"، ووضع حدّ لما وصفه بـ"وصمة العار على جبين الإنسانية". 

وحمّل إسرائيل مسؤولية مواصلة "سرقة أرض الدولة الفلسطينية" في الضفة الغربية والقدس الشرقية، معتبرا أن "النكبة مستمرة بمشاهد وأدوات جديدة"، وسط تراجع الأمل بحل سياسي عادل.

خطة دولية في الأفق

من المرتقب أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤتمرا دوليًا في يونيو المقبل، يهدف إلى حشد التأييد لإحياء حل الدولتين كمسار لإنهاء النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، برعاية مشتركة فرنسية وسعودية.

من جانبه، أكد خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط، أن السلام الحقيقي لن يتحقق دون "تقدم ملموس نحو حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مشددا على أن "غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية المستقلة".

ويؤكد الفلسطينيون أن مشاهد النزوح والتدمير التي يشهدها قطاع غزة اليوم تُعيد إلى الأذهان مأساة عام 1948، مشيرين إلى أن التاريخ يعيد نفسه في ظل غياب المساءلة الدولية. 

وبينما تتوالى التحذيرات من كارثة إنسانية شاملة، تبقى النداءات السياسية رهينة التحالفات، دون أفق واضح لإنهاء هذا النزاع التاريخي المتجذر.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية