زعماء دينيون يحثون رئيس الوزراء البريطاني على تخفيف خطابه حول الهجرة

زعماء دينيون يحثون رئيس الوزراء البريطاني على تخفيف خطابه حول الهجرة
رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر

دعا زعماء دينيون من مختلف الطوائف في بريطانيا، رئيس الوزراء كير ستارمر إلى إعادة النظر في خطاب حكومته حول الهجرة، محذرين من أن اللهجة المتشددة قد تزيد من قلق الجمهور وتعمّق الانقسامات الاجتماعية.

وأصدر أساقفة أنغليكانيون وزعماء مسيحيون ومسلمون ويهود رسالة مشتركة يوم الجمعة توجهوا فيها إلى ستارمر، بعد أن وصف الأخير في خطاب له الأخطار التي قد تواجهها المملكة المتحدة إذا أصبحت "جزيرة للأجانب" وفق فرانس برس.

وكتب الزعماء في الرسالة: “الخطاب الحالي لن يؤدي إلا إلى زيادة القلق وتعزيز الاستقطاب بين المواطنين”.

مساهمة المهاجرين

أكدت الرسالة أن الكثير من المهاجرين الذين استقروا في بريطانيا بنوا حياة جديدة وأسهموا بشكل فعّال في نسيج المجتمع والتاريخ الوطني، مشددين على أن البلاد كانت لتكون "أفقر بكثير" لولا جهودهم.

وقال الزعماء: "يتحمل المهاجرون تكاليف كبيرة، ويعملون ويسهمون في الاقتصاد ويدفعون الضرائب، ويتبعون القوانين التي وضعتها الحكومات السابقة".

وفي وقت سابق من الأسبوع، تعهد رئيس الوزراء ستارمر بـ"استعادة السيطرة" على الحدود البريطانية، وطرح خطة تشمل تقليص أعداد العاملين في قطاع الرعاية الصحية القادمين من الخارج، ورفع فترة الإقامة المطلوبة للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية من خمس إلى عشر سنوات.

كما تضمنت السياسة الجديدة اشتراطات إضافية لإثبات إتقان اللغة، وتقليص فترة بقاء الطلاب بعد التخرج.

تعليق الحكومة على الرسالة

قال ناطق باسم مكتب رئيس الوزراء إن الحكومة تعترف بمساهمة المهاجرين الكبيرة في المجتمع البريطاني، مؤكدًا أن بريطانيا بلد شامل ومتسامح، لكن الشعب يتوقع من القادمين تعلم اللغة والاندماج في المجتمع.

تأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد التوتر السياسي حول الهجرة في بريطانيا، حيث يسعى حزب العمال بقيادة ستارمر لمواجهة صعود اليمين المتطرف الذي يستغل قضية الهجرة في تعزيز شعبيته.

يشكل خطاب الهجرة ملفاً حساساً في السياسة البريطانية، خصوصاً في ظل تحديات اقتصادية واجتماعية يعاني منها جزء من السكان، ما يجعل لهجة الخطاب الحكومي عاملًا مهمًا في توجيه الرأي العام.

تعيش بريطانيا منذ سنوات توترات سياسية بشأن ملف الهجرة، خصوصًا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي وتصاعد تأثير الأحزاب اليمينية، مثل حزب "إصلاح المملكة المتحدة"، الذي يركّز بشدة على الهجرة غير الشرعية.

وقد وجّهت الحكومات المتعاقبة انتقادات لسياسات حزب العمال السابقة بشأن ضبط الحدود، ويسعى بعض نواب الحزب إلى تبني مقترحات حازمة تُظهر استعدادهم للتعامل مع ملف الهجرة بشكل حاسم دون المساس بالقيم الديمقراطية.

وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الهجرة تمثل أولوية كبرى لجزء كبير من الناخبين البريطانيين، ما يدفع الأحزاب الكبرى لتبني خطاب أكثر صرامة في هذا الشأن.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية