انطلاق الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية بشعار "عالم واحد من أجل الصحة"

انطلقت فعاليات الدورة 78 لجمعية الصحة العالمية في مقر المنظمة بجنيف بسويسرا، اليوم الاثنين، وتستمر إلى 27 مايو الجاري، تحت شعار "عالم واحد من أجل الصحة". 

تأتي هذه الدورة في وقت بالغ الأهمية، حيث تواجه الصحة العالمية تحديات متجددة وتحولات كبيرة على مستوى التنمية والصحة العامة، وفق الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية.

تُعقد هذه الدورة وسط توقعات باعتماد اتفاق بشأن الجوائح، وهو مقترح دولي وضعته هيئة التفاوض الحكومية التي تضم جميع الدول الأعضاء، بعد ثلاث سنوات من المفاوضات المكثفة، ويمثل هذا الاتفاق فرصة استثنائية تحمي العالم من تكرار الكوارث الصحية على غرار جائحة كوفيد-19.

وأكد الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن هذا الميثاق سيعزز التضامن والعدالة بين الدول في مواجهة الجوائح، ويزيد من قدرة العالم على الوقاية والاستجابة بشكل مشترك وفعّال.

إعادة ترتيب الميزانية

تُعطي الجمعية أولوية قصوى للتمويل المستدام للمنظمة، حيث من المتوقع أن تناقش زيادة بنسبة 20% في الاشتراكات المالية للدول الأعضاء ضمن الميزانية البرمجية للفترة 2026-2027. 

وتأتي هذه الزيادة بعد تخفيض الميزانية الأولية بنسبة 22% لتصبح 4.267 مليارات دولار، ضمن استراتيجية منظمة الصحة العالمية للفترة 2025-2028.

وسيتم خلال الدورة إطلاق إعلان تبرعات رفيع المستوى في 20 مايو، حيث يتوقع أن تعلن الدول الأعضاء والمؤسسات الخيرية عن إسهاماتها لتعزيز قدرات المنظمة في مواجهة التحديات الصحية العالمية.

جدول أعمال متنوع

تشمل أعمال الجمعية مناقشة نحو 75 بنداً تتعلق بمواضيع عدة منها: القوى العاملة في الصحة، مقاومة مضادات الميكروبات، الطوارئ الصحية، التأهب للجوائح، مكافحة شلل الأطفال، التغير المناخي وتأثيره في الصحة، بالإضافة إلى التواصل الاجتماعي كعامل مؤثر في الصحة العامة.

وسيتم خلال الدورة تقديم جوائز الصحة العامة تكريماً للإسهامات المتميزة في هذا المجال، ومن المقرر أن تُمنح جائزتان من المدير العام في 20 مايو.

يُقام خلال الفترة من 19 إلى 24 مايو 45 حدثاً جانبياً رسمياً في قصر الأمم، إضافة إلى مائدة مستديرة وزارية حول البيانات الصحية والتمويل المستدام في 21 مايو، كما تستمر المنظمة في اتخاذ إجراءات لخفض التكاليف، مع الحفاظ على جودة النقاشات والمخرجات.

جلسات قبل وبعد الجمعية

عُقدت قبل الجمعية اجتماعات اللجنة الخاصة بالبرنامج والميزانية في 14-16 مايو، وتعقب الجمعية اجتماعات المجلس التنفيذي في 28-29 مايو، حيث سيُنتخب المدير الإقليمي المقبل لإقليم إفريقيا.

وتأتي هذه الدورة في ظل تحديات مالية وضغوط متزايدة، لكنها تبرز أهمية التعاون الدولي والعمل الجماعي لتعزيز أنظمة الصحة العالمية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.

وتشكل الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في هذه الجمعية منعطفاً جديداً في إدارة الأزمات الصحية وحماية المجتمعات من الجوائح المستقبلية.