إصابة 9 لبنانيين إثر غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
إصابة 9 لبنانيين إثر غارة إسرائيلية على جنوب لبنان
أُصيب تسعة مدنيين لبنانيين، بينهم طفلان، في غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة استهدفت دراجة نارية على طريق المنصوري- قضاء صور جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ نوفمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن الغارة أسفرت عن إصابة تسعة أشخاص، بينهم ثلاثة في حالة حرجة، مشيرة إلى أن الاستهداف وقع في منطقة مدنية مأهولة، ما يزيد المخاوف من اتساع نطاق التصعيد مجددًا في الجنوب.
جاء هذا القصف بعد يوم واحد فقط من مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين في غارات إسرائيلية طالت عدة مناطق في جنوب لبنان، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل "عنصرًا إرهابيًا من قوة الرضوان التابعة لحزب الله"، وهو ما يعكس استمرار التوترات الأمنية رغم اتفاق التهدئة.
اتفاق وقف إطلاق النار
يسري منذ 27 نوفمبر الماضي اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى برعاية أميركية وفرنسية، وينص على انسحاب مقاتلي حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" الأممية في المناطق الحدودية مع إسرائيل.
ورغم المهلة المحددة للانسحاب، أبقت إسرائيل على وجودها العسكري في 5 تلال استراتيجية قرب الحدود، تتيح لها إشرافًا ميدانيًا على مساحات واسعة في الداخلين اللبناني والإسرائيلي، في تحدٍّ لبنود الاتفاق، وتواصل شن غارات جوية بشكل متكرر، ما يزيد من احتمال انهيار التهدئة الهشة.
وتطالب الحكومة اللبنانية المجتمع الدولي بـ"الضغط على إسرائيل" لوقف اعتداءاتها المتواصلة، كما تكرر تأكيدها على "حصر السلاح بيد الدولة"، وسط ضغوط أميركية متزايدة لتجريد حزب الله من سلاحه، بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها في قياداته وبنيته العسكرية خلال الاشتباكات السابقة.
الجيش اللبناني يعزز وجوده
في أواخر أبريل الماضي، أعلن الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون أن الجيش يسيطر على أكثر من 85% من مناطق الجنوب، بعد تنفيذ عمليات واسعة لـ"تنظيف" المنطقة بالتعاون مع القوة الدولية، ما يمثل خطوة في تنفيذ التزامات لبنان ضمن اتفاق وقف النار.
تراقب قوات اليونيفيل تصاعد الخروقات بقلق، في وقت تُحذر فيه تقارير أممية من أن الوضع في الجنوب قابل للانفجار مجددًا في حال استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وسط غياب إرادة دولية ملزمة لكبح الاعتداءات وضمان تنفيذ الاتفاق بالكامل.
وفي ظل تجدد الغارات الإسرائيلية، واحتفاظها بمواقع داخل الأراضي اللبنانية، والضغوط الأميركية لنزع سلاح حزب الله، تبدو الهدنة في الجنوب اللبناني هشة ومهددة بالانهيار، ما يعرض المدنيين مجددًا لخطر الانزلاق في دورة جديدة من العنف، في منطقة لم تلتقط أنفاسها بعد من تداعيات الحرب السابقة.