"ينامون في العراء".. الأمم المتحدة تحذر من تدهور أوضاع اللاجئين السودانيين في تشاد
"ينامون في العراء".. الأمم المتحدة تحذر من تدهور أوضاع اللاجئين السودانيين في تشاد
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التدهور الحاد في الوضع الإنساني بشرق تشاد، وسط تدفق غير مسبوق للاجئين والعائدين من السودان، والنقص الشديد في التمويل اللازم للاستجابة.
أشار المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إلى أن تدفق اللاجئين مستمر بوتيرة تنذر بالخطر، مضيفاً أن القدرة الاستيعابية الحالية للمراكز الإنسانية غير كافية بشكل كبير لتلبية الاحتياجات الأساسية، منوهاً بأن العاملين في المجال الإنساني سجلوا وصول أكثر من 55 ألف لاجئ سوداني و39 ألف عائد تشادي إلى ولايتي إنيدي الشرقية ووادي فيرا منذ تصاعد أعمال العنف في شمال دارفور خلال الأسابيع الماضية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأوضح دوغاريك أن "موقع تيني للعبور" الذي أُنشئ ليستوعب 500 شخص فقط، يستضيف حالياً نحو 20 ألف لاجئ، معظمهم من النساء والأطفال، يعيشون في العراء بانتظار نقلهم إلى مناطق أكثر أمناً بعيداً عن الحدود.
مساعدات محدودة واحتياجات ضخمة
قدّم شركاء الأمم المتحدة منذ منتصف أبريل بعض المساعدات الطارئة، شملت بناء مئات الملاجئ العائلية، وتوزيع الغذاء على أكثر من 6,000 شخص، إضافة إلى توفير الأدوية لتغطية احتياجات 20,000 آخرين.
شدّد دوغاريك على أن الاحتياجات ما زالت تفوق القدرات، قائلاً: "الناس بحاجة ماسة إلى الغذاء، والمأوى، والمياه، والصرف الصحي، والرعاية الصحية، إضافة إلى خدمات حماية للناجين من العنف. وكذلك الأطفال المصابون بسوء التغذية بحاجة إلى علاج فوري".
أزمة تمويل تهدد الاستجابة
كشف المتحدث الأممي أن خطة الاستجابة الإنسانية لتشاد، والبالغة 1.4 مليار دولار، لم تُموّل حتى الآن سوى بنسبة 7% فقط، أي ما يعادل 99 مليون دولار، ما يشكّل فجوة تمويلية حادة في مواجهة الأزمة.
أضاف: "لدينا فقط 2,000 مأوى جاهز من أصل 13,500 مطلوب، وهناك مناطق لا يتوفر فيها سوى طبيب واحد لكل 44 ألف شخص، وهذا الوضع لا يمكن احتماله، خاصة مع اقتراب موسم الأمطار".
يعيش السودان منذ أبريل 2023 أزمة إنسانية حادة جرّاء الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما دفع بمئات الآلاف إلى الفرار نحو الدول المجاورة، خاصة تشاد، التي انتهجت سياسة الباب المفتوح رغم محدودية قدراتها.
وتُعد ولايات شرق تشاد الأكثر تأثراً بسبب قربها الجغرافي من إقليم دارفور المضطرب، وتواجه البلاد تحديات مركبة في ظل ضعف البنية التحتية، وموسم أمطار يهدد بتحويل مواقع الاستقبال إلى مستنقعات للمرض والمجاعة ما لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل.