"إيران إنترناشيونال": اعتقال مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس لمصلحة طهران
"إيران إنترناشيونال": اعتقال مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس لمصلحة طهران
أعلنت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك)، عن اعتقال مواطنين إسرائيليين بتهمة التجسس لمصلحة الاستخبارات الإيرانية، ضمن ما وصفته بـ"مخطط أمني خطر يستهدف شخصيات بارزة".
وأوضحت السلطات أن المتهمين، روي مزراحي وألموغ أتياس، وكلاهما يبلغ من العمر 24 عامًا، ويقيمان في مدينة نيشر شمال البلاد، أقدما على تنفيذ مهام أمنية لمصلحة جهات إيرانية، تضمنت محاولات جمع معلومات عن مكان إقامة وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي، يسرائيل كاتس، وفق موقع "إيران إنترناشيونال"، اليوم الثلاثاء.
وكشفت نتائج التحقيقات المشتركة بين الشاباك والشرطة أن روي مزراحي كان على اتصال مباشر مع عناصر من جهاز الاستخبارات الإيرانية في عام 2025، حيث جند نفسه للقيام بعدة عمليات أمنية مقابل المال، وشارك في بعضها صديقه أتياس.
وأظهرت الأدلة أن المتهمين كانا مدركين تمامًا لخطورة ما يفعلانه، وأن العمليات التي نفذاها كانت بتوجيه من جهات رسمية إيرانية، تضمنت استخدام هاتف محمول خاص وتطبيقات اتصالات مشفرة لتبادل المعلومات.
مواد متفجرة ومراقبة وزارية
اعترف مزراحي خلال التحقيقات بنقل حقيبة مدفونة تحتوي على مواد متفجرة، إضافة إلى وضع كاميرا مراقبة عند مدخل منزل وزير الدفاع كاتس لرصد تحركاته.
ويُرجح أن هذه المهام جاءت في سياق مخطط أوسع يستهدف شخصيات إسرائيلية بارزة، في ظل تصاعد التوتر بين تل أبيب وطهران.
وفي ضوء الحادثة، شددت الشرطة الإسرائيلية وجهاز الشاباك على أن التواصل مع جهات أجنبية معادية يعد جريمة أمنية خطيرة، داعين المواطنين إلى عدم الاستجابة لأي عروض مشبوهة. كما أكدت النيابة العامة في المنطقة الوسطى أنها تعكف على إعداد لائحة اتهام شديدة بحق المتهمين، تمهيدًا لتقديمهم للمحاكمة في الأيام المقبلة.
كاتس يتوعد إيران
في أول تعليق له على الحادث، أشاد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بجهود الأجهزة الأمنية، مؤكدًا أنه "لن يتراجع أمام تهديدات طهران".
وأضاف: "سأواصل التزامي بمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وقطع رأس الأخطبوط الإيراني داخل طهران"، في إشارة إلى تفكيك نفوذها في المنطقة.
ويأتي هذا التطور في سياق سلسلة قضايا تجسس شهدتها إسرائيل منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023.
إحباط 20 عملية تجسس
ووفق ما أفادت به الأجهزة الأمنية، فقد تم إحباط نحو 20 عملية تجسس خلال أقل من عامين، تورط فيها إسرائيليون تواصلوا مع جهات إيرانية بهدف جمع معلومات أو تنفيذ مهام أمنية.
ومن بين هذه القضايا، اعتقال شاب يبلغ من العمر 18 عامًا قبل يومين فقط، للاشتباه في نقله معلومات حساسة عن رئيس الوزراء السابق نفتالي بينيت خلال حضوره في المستشفى.
وفي مارس الماضي، صدر حكم بالسجن لمدة 12 عامًا على رجل أعمال إسرائيلي بعد إدانته بالتجسس لمصلحة إيران، والتخطيط لاغتيال مسؤولين كبار في الحكومة، من بينهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع.
وتحذر الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تصاعد ما تسميه بـ"الهجمات الهجينة"، حيث تستخدم إيران أدوات غير تقليدية تشمل الحرب السيبرانية، والعملاء المحليين، والدعاية الرقمية، في محاولة لضرب العمق الإسرائيلي.
وأدرجت طهران مرارًا مسؤولين إسرائيليين ضمن أهدافها، في ظل استمرار الحرب على غزة وتوسع المواجهات الإقليمية.