"نيويورك تايمز": الديمقراطيون يُحمّلون روبيو مسؤولية تقويض دور أمريكا العالمي في حقوق الإنسان
"نيويورك تايمز": الديمقراطيون يُحمّلون روبيو مسؤولية تقويض دور أمريكا العالمي في حقوق الإنسان
انتقد أعضاء ديمقراطيون في مجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء، أداء وزير الخارجية ماركو روبيو، خلال جلسة استماع مخصصة لمناقشة ميزانية وزارة الخارجية، حيث عبّروا عن خيبة أملهم العميقة مما اعتبروه تخليًا عن المبادئ التي وعد بالالتزام بها.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، مساء الثلاثاء، فتح أعضاء لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي النار على الوزير، الذي تولى المنصب في حكومة الرئيس دونالد ترامب، وهاجموا سياساته المرتبطة بتقليص برامج المساعدات الخارجية، مؤكدين أن هذه الخطوات أضعفت نفوذ الولايات المتحدة في العالم وفتحت المجال أمام الصين لتعزيز وجودها في الدول النامية.
وصف وزير الخارجية ماركو روبيو، المنتقدين الديمقراطيين، بأنهم غاضبون من نجاحه، وواجههم بنبرة حادة، وأشار إلى أن اعتراضاتهم تعكس، من وجهة نظره، مدى تأثيره.
اشتباك حاد
وجّه رئيس لجنة المخصصات الفرعية، السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، انتقادات مباشرة للوزير روبيو، واتهمه بالموافقة على تخفيضات واسعة في برامج إنسانية تمس حقوق الإنسان والصحة العامة والمساعدات الغذائية والديمقراطية، وقال: "بكل صراحة، أندم على التصويت لصالحك لتولي منصب وزير الخارجية".
ردّ الوزير روبيو قائلًا: "ندمك هذا يعني أنني أنجز مهامي على النحو الصحيح"، في تصريح أثار فوضى داخل القاعة، بما في ذلك صراخًا من الحضور وضربًا للمطرقة لتنظيم الجلسة، وصف فان هولين رد الوزير بأنه "متهور" و"مثير للشفقة".
ومن جهتها، هاجمت السيناتور جاكي روزن من نيفادا، الوزير روبيو بعبارات عاطفية قائلة: "بصفتي أمًا وعضوة في مجلس الشيوخ وإنسانة، أشعر بخيبة أمل عميقة من تواطؤك في تقويض القيادة الأمريكية العالمية".
وامتنع الوزير روبيو عن الإجابة بنعم أو لا حين سألته السيناتور روزن عن موقفه من خفض المساعدات المخصصة للنساء، قائلاً: "هذه ليست لعبة.. لن أجيب بنعم أو لا.. لم نتخلَّ عن قضايا المرأة".
ودافع الوزير روبيو عن سياسات الحكومة، مؤكدًا أن الهدف لا يتمثل في تفكيك السياسة الخارجية أو عزل الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أنه زار 18 دولة خلال 18 أسبوعًا، ما يُثبت –بحسب قوله– التزامه بالحضور الدولي للولايات المتحدة.
كما نفى الوزير الاتهامات بأن تقليص المساعدات منح الصين فرصًا لتوسيع نفوذها، موضحًا أن الولايات المتحدة تظل أكبر مانح للمساعدات الخارجية والإنسانية عالميًا، مقارنة بأي عشر دول أخرى مجتمعة.
الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
أثار قرار إدارة ترامب بدمج الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في وزارة الخارجية غضب الديمقراطيين، الذين رأوا في ذلك تقليصًا غير مبرر لمهمات إنسانية حيوية.
واتهم السيناتور فان هولين الإدارة بالتسبب في وفيات كان من الممكن تجنبها نتيجة إغلاق برامج غذائية، ومنها برنامج في السودان كان يوفر الدعم لما يقرب من مليوني شخص على حافة المجاعة.
كما شكك عدد من أعضاء اللجنة في مصداقية الأرقام التي استشهد بها الوزير لتبرير تقليص المساعدات، قال روبيو إن 12 سنتًا فقط من كل دولار تنفقه الوكالة يصل إلى المستفيدين، واعتبر أن البيروقراطية تستهلك النسبة الأكبر من التمويل.
ردّ السيناتور الديمقراطي كريس مورفي من كونيتيكت بأن هذه النسبة لا تمثل الحقيقة كاملة، مشيرًا إلى أن منظمات دولية مرموقة مثل "إنقاذ الطفولة" تتلقى أكثر من 80% من تمويلها لتقديم المساعدات مباشرة للمحتاجين.
انتهاك حقوق المهاجرين
اتهم الديمقراطيون وزير الخارجية بمساعدة الرئيس ترامب في تنفيذ سياسات ترحيل تعسفية بحق المهاجرين والطلاب الأجانب دون مراعاة الإجراءات القانونية.
قال السيناتور فان هولين إن الوزير "تجاهل الحق في الإجراءات القانونية التي يضمنها الدستور الأمريكي".
ردّ الوزير روبيو بالإشارة إلى لقاء فان هولين في السلفادور مع أحد المرحّلين، وهاجمه قائلاً: "رحّلنا أعضاء عصابات خطيرين، بمن فيهم الشخص الذي التقيته بينما كنت تحتسي مشروب المارغريتا"، نفى فان هولين شرب أي شيء، وأوضح أن المشروبات وضعت على الطاولة دون طلبه.
دعم جمهوري
أشاد السيناتور الجمهوري جيم ريش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، بأداء الوزير روبيو والرئيس ترامب، وأشار إلى إنجازاتهما في قضايا مثل تأمين الحدود، والمساعدة في التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، وتحرير رهائن لدى حركة حماس.
في المقابل، واصل الديمقراطيون في جلسة استماع ثانية بلجنة المخصصات انتقاداتهم، واتهموا روبيو بتبرير سياسات التقشف تحت ذرائع هدر الإنفاق، متجاهلًا الأثر الإنساني الحقيقي على الأرض.
وأكّد الديمقراطيون أن ما وصفوه بـ"تقليص الإسهام الأمريكي في العالم" يضر بمصالح الولايات المتحدة، ويقوّض سمعتها كقوة إنسانية وسياسية عالمية.