تقرير دولي: دمار غير مسبوق للغابات الاستوائية بسبب الحرائق وتغير المناخ
تقرير دولي: دمار غير مسبوق للغابات الاستوائية بسبب الحرائق وتغير المناخ
شهدت الغابات الاستوائية الأولية في عام 2024 تدميراً غير مسبوق منذ أكثر من عقدين، حيث فُقد 6.7 مليون هكتار -ما يعادل مساحة دولة مثل بنما- نتيجة للحرائق وتوسّع النشاط الزراعي، بحسب تقرير أصدره مرصد "غلوبال فورست ووتش" الذي يديره معهد الموارد العالمية (WRI) بالتعاون مع جامعة ميريلاند.
ووفق التقرير الصادر، الأربعاء، فإن الحرائق وحدها تسببت في نحو نصف الخسائر المسجلة، متقدمة لأول مرة على إزالة الغابات المرتبطة بالنشاط الزراعي.
وأوضحت المديرة المشاركة في المرصد إليزابيث غولدمان أن حجم الخسائر "يعادل فقدان 18 ملعب كرة قدم في الدقيقة"، محذّرة من "كارثة بيئية" وواصفة الأمر بأنه "إنذار عالمي" وفق فرانس برس.
هذه الكوارث البيئية أدت إلى انبعاث ما يقدّر بـ3.1 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يفوق الانبعاثات السنوية للطاقة في الهند.
البرازيل تتصدر قائمة الخسائر
احتلت البرازيل المركز الأول في خسائر الغابات، مع تدمير 2.8 مليون هكتار، نُسب ثلثاها إلى حرائق مرتبطة بإفساح المجال للزراعة، خاصة لزراعة فول الصويا ورعي المواشي.
وتقول سارة كارتر من WRI إن التقدم الذي أُحرز في 2023 بفضل سياسات الرئيس لولا لحماية البيئة "بات مهدداً بسبب التوسع الزراعي المستمر".
وتضررت منطقة الأمازون البرازيلية بشكل خاص، حيث وصل الدمار إلى أعلى مستوياته منذ عام 2016، ورغم أن بيانات شبكة MapBiomas البرازيلية تشير إلى انخفاض في إزالة الغابات، فإنها لا تشمل آثار الحرائق، ما يفسر التناقض في الأرقام.
بوليفيا والكونغو تتبعان
جاءت بوليفيا في المرتبة الثانية، حيث تضاعفت المساحات المدمرة بفعل حرائق ضخمة تهدف إلى تمهيد الأراضي للزراعة الصناعية، وبيّن التقرير تدهوراً في الوضع البيئي أيضاً في كل من الكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، في حين شهدت إندونيسيا وماليزيا تحسناً نسبياً.
وما تزال المنتجات الأربعة الكبرى (زيت النخيل، فول الصويا، لحوم الأبقار، والأخشاب) من أبرز أسباب إزالة الغابات، لكنّ الباحثين أشاروا إلى ظهور ضغوط جديدة مرتبطة بمنتجات مثل الأفوكادو في المكسيك والقهوة والكاكاو والمعادن الأساسية والتعدين.
ودعا رود تايلور، مدير برنامج الغابات في WRI، إلى مقاربة عالمية شاملة للحد من إزالة الغابات، محذرًا من "ظاهرة جديدة" ترتبط بصناعة التعدين، باتت تشكل تحديًا متناميًا للحفاظ على النظم البيئية.
تأتي هذه التطورات في حين تستعد البرازيل لاستضافة مؤتمر الأطراف الثلاثين للمناخ "كوب30" في نوفمبر المقبل، حيث ستكون حماية الغابات بنداً أساسياً على جدول الأعمال العالمي.
التغيرات المناخية
شهدت الأرض أخيراً مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة التطرف، مثل الطقس القارس والفيضانات القوية والمفاجئة وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات والملوثات.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر في هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية وحركة الهجرة والأنشطة البشرية.
وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات وإزالتها والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري بجانب تدمير الحياة البرية.