حرائق الأمازون.. معاناة إنسانية ودعوات للاستجابة الطارئة
حرائق الأمازون.. معاناة إنسانية ودعوات للاستجابة الطارئة
في جزيرة ماراجو بالأمازون البرازيلية، تجسد معاناة السكان أبعاد الكارثة الناجمة عن الحرائق التي اجتاحت المنطقة في عام 2024، مدمرة المحاصيل والمزارع، ومهددة حياة السكان وصحتهم.
عاشت جوفانا سيراو مأساة فقدان محاصيلها من الأساي عندما انتشر حريق في أحد الحقول المجاورة، وبالمثل، حاول المزارع باولينيو دوس سانتوس إطفاء النيران بوسائل بدائية دون جدوى، بينما عانت ابنتا ماريا لياو من مشكلات صحية بسبب تلوث الهواء بالدخان الكثيف، بحسب وكالة فرانس برس.
وفقًا للبيانات الرسمية، شهدت البرازيل أكثر من 140 ألف حريق عام 2024، وهو رقم غير مسبوق منذ 17 عامًا، بزيادة قدرها 42% مقارنة بعام 2023، كانت ولاية بارا الأكثر تضررًا، حيث سجلت 56 ألف حريق.
يرجع العلماء حجم هذه الكارثة إلى الاحترار المناخي الذي يزيد من جفاف النباتات، ما يسهل اشتعال النيران، لكن معظم الحرائق متعمدة، حيث يلجأ البعض لإشعالها لتنظيف الأراضي الزراعية أو الاستيلاء على الأراضي بشكل غير قانوني.
أثر الحرائق على الصحة
أدت الحرائق إلى تداعيات صحية خطيرة في مدينة بريفيس، حيث ارتفعت مستويات التلوث إلى ثلاثين ضعفا على الحد الموصى به عالميًا، في الأمازون، ويعيش سكان المدينة، البالغ عددهم 107 آلاف نسمة، في ظروف صعبة، مع ارتفاع معدلات البطالة والفقر، وانعدام الدعم الحكومي لمواجهة هذه الكوارث.
أشعلت الكارثة حراكًا شعبيًا تحت شعار "بريفيس تطلب المساعدة من أجل الحق في التنفس"، داعيًا إلى تعزيز الموارد لمكافحة الحرائق ومعاقبة المسؤولين عنها.
ويشير تقرير لمنظمة "غرينبيس" إلى أن معظم مرتكبي الحرائق يفلتون من العقاب، حيث نادرًا ما تُفرض الغرامات وتُدفع.
الناجون بين الأمل والمعاناة
يتحدث باولينيو دوس سانتوس عن خسارته 40% من أراضيه، بينما تواجه جوفانا سيراو وزوجها مستقبلًا مجهولًا بعد فقدان أشجار الأساي التي زرعوها بقرض يأملون في سداده من بيع المحصول.
وأكد زعيم المجتمع المحلي، زيرو غوميز، أهمية التكاتف بين المناطق المتضررة لمواجهة هذه الكوارث البيئية، قائلًا: "نخوض المعركة نفسها، يكفي حرائق!".
تشكل هذه الأحداث صرخة للفت الأنظار إلى معاناة سكان الأمازون، وضرورة التحرك السريع لحمايتهم وحماية البيئة من تأثيرات الحرائق المتزايدة.