"المركزي الأوروبي" يحذر من تهديد النزاعات التجارية لاستقرار منطقة اليورو
"المركزي الأوروبي" يحذر من تهديد النزاعات التجارية لاستقرار منطقة اليورو
حذر البنك المركزي الأوروبي، اليوم الأربعاء، من أن النزاعات الجمركية والتوترات في التحالفات الدولية باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار المالي في منطقة اليورو، في ظل تصاعد المخاطر الجيوسياسية والضبابية في السياسات العالمية.
وجاء هذا التحذير خلال عرض نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي جيندوس، نتائج أحدث تقرير نصف سنوي يصدره البنك بشأن الاستقرار المالي في التكتل الأوروبي، حيث أكد أن تصاعد الخلافات التجارية يزيد من المخاطر السلبية التي تضعف آفاق النمو الاقتصادي في المنطقة، في وقت تعاني فيه الأسواق بالفعل من هشاشة واضحة، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقال دي جيندوس، إن "البيئة الاقتصادية الحالية تتسم بحالة من عدم اليقين المتزايد، ما يجعل النظام المالي في منطقة اليورو عرضة لصدمات مفاجئة"، مشددًا على أن هذا الوضع قد يتدهور أكثر بفعل السياسات التجارية المتقلبة، وخصوصًا تلك التي تتبناها الإدارة الأمريكية الجديدة.
تأثيرات ترامب والانتخابات
وأشار التقرير إلى أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، وما تبعها من تغييرات في الإدارة، ساهمت في رفع مستويات الغموض السياسي والاقتصادي، ما أدى إلى حالة من القلق في أسواق المال العالمية، وخاصة في أسواق الأسهم التي وصفها التقرير بأنها "معرضة لتقلبات حادة وغير متوقعة".
وحذّر التقرير من تأثير السياسات التجارية غير المستقرة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قد تتسبب في تراجع النشاط التجاري العالمي وزيادة العوائق الجمركية، وهو ما سينعكس سلبًا على النمو الأوروبي.
وأكد البنك المركزي الأوروبي، في تقريره، أن مخاطر التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو قد تصاعدت، في ظل ضعف الأداء الصناعي، واستمرار مستويات التضخم المرتفعة نسبيًا، وارتفاع تكاليف التمويل نتيجة السياسة النقدية المتشددة التي تم اتباعها منذ بداية عام 2023.
ودعا التقرير إلى ضرورة تعزيز التنسيق بين السياسات المالية والنقدية على مستوى الاتحاد الأوروبي، كما شدد على أهمية تعزيز متانة القطاع المصرفي الأوروبي، واستعداد المؤسسات المالية لمواجهة صدمات محتملة نتيجة تقلبات الأسواق العالمية.
تحذيرات من حرب أوكرانيا
يأتي هذا التحذير في سياق سلسلة من التنبيهات التي وجهها البنك المركزي الأوروبي خلال العامين الماضيين، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أدت إلى اضطرابات كبيرة في سلاسل الإمداد العالمية، وتسببت في تقلبات حادة في أسعار الطاقة والغذاء.
ويرى محللون أن التقرير يعكس قلقًا أوروبيًا متزايدًا من الانكشاف على السياسات الأمريكية غير المتوقعة، لا سيما في ظل احتمالات اندلاع حروب تجارية جديدة قد تجر الاقتصاد العالمي نحو ركود ممتد.
وختم التقرير بتأكيد البنك على أنه يراقب عن كثب جميع التطورات العالمية، ومستعد لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استقرار النظام المالي في منطقة اليورو، بما في ذلك إجراءات وقائية في السياسة النقدية أو التدخل في الأسواق عند الضرورة.
ويُتوقع أن يُستخدم هذا التقرير كأساس لمناقشات بين صناع القرار الأوروبيين خلال الاجتماعات المقبلة لمجموعة اليورو، وسط دعوات لتعزيز القدرة الدفاعية الاقتصادية للتكتل الأوروبي في مواجهة موجات عدم الاستقرار العالمية المتزايدة.