جانيت فيزجويرا.. مهاجرة ضد الترحيل رغم الأخطار
جانيت فيزجويرا.. مهاجرة ضد الترحيل رغم الأخطار
تناضل وتقاتل منذ سنوات، ولم تقبل قطُّ الاستسلام أو أن تكون جزءاً من صفقة، فنقلت قضيتها من الخانة "الشخصية" حتى صارت من بين أبرز اهتمامات الرأي العام الأمريكي خلال السنوات الماضية، وتحولت هي الأخرى إلى أحد أبرز المدافعين عن الهجرة، وحقوق المهاجرين في الولايات المتحدة، مواجِهَةً سياسات الحكومات والإدارات الأمريكية المتعاقبة في إجراءاتهم ضد "إخوانها المهاجرين".
ولكن لم يمنعها نضالها في سبيل الدفاع عن حقوق المهاجرين من أن تُقيد حريتها وتصبح حبيسة مركز احتجاز في أورورا بولاية كولورادو في انتظار الترحيل من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو الأمر الذي لم يحدث على مدار 20 عاماً دخلت خلالها في نزاعات قانونية عدة مع الإدارات الأمريكية وصلت إلى ذروتها في ولاية دونالد ترامب الأولى.
من داخل مركز احتجاز في الولايات المتحدة، فازت "جانيت فيزجويرا" بجائزة روبرت ف. كينيدي لحقوق الإنسان التي تُمنح للأشخاص الذين يجسدون الإيمان بمفاهيم حقوق الإنسان والحرية والعدالة، مُعرّضين أنفسهم لأخطار قد تكون قاسية.
وبينما كان يُعلن عن فوزها بالجائزة، كان العشرات يتوافدون أمام مركز الاحتجاز دعماً لها، وعلى رأسهم حاكم الولاية التي يوجد فيها مركز الاحتجاز الذي أكد أنها لا تشكل تهديداً للمجتمع، و"تستحق الإجراءات القانونية الواجبة"، داعياً إدارة ترامب إلى تركيز إجراءاتهم على مرتكبي الجرائم العنيفة، وأن يكونوا أكثر شفافية مع الولايات التي يعملون فيها.
هروب وتضامن عالمي
لم تكن هذه الأزمة الأولى التي واجهت جانيت في ظل حكم دونالد ترامب، ففي عام 2017 -وفي ظل تصاعد إجراءات الرئيس الأمريكي التي تستهدف المهاجرين- لجأت إلى كنيسة في دنفر مع أسرتها؛ هرباً من الترحيل وسط حالة تضامن عالمي معها.
في هذا العام اختيرت في قائمة "التايم" كونها واحدة من أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم، ومن داخل الملاذ الآمن قالت "أشعر بالتكريم لأن 20 عاماً من نشاطي من أجل حقوق المهاجرين قد اعتُرف بها".
ووجهت أيضاً رسالة مؤثرة قالت فيها "هذا ما يمر به من هم في مثل حالتي –وهم كُثر- علينا أن نعمل بجد، علينا أن نناضل بكل ما أوتينا من قوة من أجل حقوقنا، وفي خضم ذلك نشعر بالخوف والغضب وعدم اليقين في مواجهة حكومات كثيرة حول العالم تحاول فصلنا عن عائلاتنا".
من أين بدأت القصة
جانيت، التي ولدت في المكسيك عام 1973، هربت من موجة عنف في مدينة مكسيكو 1997 إلى الولايات المتحدة.
وصلت إلى هناك مع زوجها وابنتها الكبرى، في ما بعد -وعلى الأراضي الأمريكية- أنجبت ثلاثة أطفال "لونا، وروبرتو، وزوري".
وعملت كعاملة نظافة وحتى عام 2009 لم تواجه أي أزمة قانونية مع السلطات عندما أُلقي القبض عليها؛ إذ اتُّهمت بحيازة هوية مزورة.
أصدر قاضٍ عام 2011 أمراً بالترحيل سمح لها بالمغادرة طوعاًـ وفي عام 2012 غادرت طوعاً إلى المكسيك لزيارة والدتها التي كانت تواجه أزمة صحية، إذ لم ترَ والدتها منذ مغادرتها المكسيك قبل خمسة عشر عامًا.
وصفت تلك الفترة قائلةً "قضيتُ سبعة أشهر في المكسيك، وكان ذلك صعبًا للغاية.. كان من الصعب جدًا عليّ العيش بدون أطفالي.. اضطر أطفالي للبقاء هنا في الولايات المتحدة مع والدهم، وكان الأمر صعبًا عليهم للغاية، وخاصةً ابنتنا الصغرى، زوري، التي لم يكن عمرها آنذاك سوى عام وشهر واحد".
العودة للولايات المتحدة
عادت إلى الولايات المتحدة في 2013 وقُبض عليها، وبعد ذلك سمحت لها السلطات بالبقاء في البلاد، على أن تراجع مسؤولي الهجرة بانتظام.
كان الترحيل ممكناً -دائماً- خلال زياراتها الدورية لدائرة الهجرة والجمارك، لكن ذلك لم يتأكد إلا بعد تولي ترامب منصبه، حينها قررت اللجوء إلى الكنيسة لتصبح ملاذها الآمن، ما جعلهم يسمحون لها بالمغاردة، لكن لم يمضِ على هذا السماح سوى عامين، وعادت مرة أخرى إلى الملاذ الآمن "الكنيسة".
أطلق نشطاء أمريكيون حملة ووثيقة على الإنترنت بعنوان "أوقفوا الترحيل غير القانوني لجانيت فيزجويرا" باعتبارها قائدة بارزة في حركة حقوق المهاجرين.