كامل إدريس: بين امتحان المدنية أو (لُغة الحرب)

كامل إدريس: بين امتحان المدنية أو (لُغة الحرب)
عادل سيد أحمد

قائد الجيش ليس "كوزاً"، ولكن!
عانى البرهان كثيراً منذ أن قام بانقلابه المشؤوم في 25 أكتوبر 2021، حيث لم يجد (رئيس وزراء) بالمقاس الذي يجعله يُطمئن الشعب السوداني والإقليم والعالم الذي رحب بسقوط نظام (الإخوان المسلمين).
فجُلُّ الذين اتصل بهم البرهان اعتذروا، فاضطُرَّ لملء الفراغ بكوادر (وسيطة) من فلول النظام القديم!
بيد أنَّ الرجل مشحون بهواجس من لدن (رب الفور) وجرائم الحرب هناك، ثم (فض الاعتصام)، وأخيراً حرب 15 أبريل.
……………………..
لقد ظل منصب رئيس الوزراء شاغراً منذ استقالة حمدوك في 2 يناير 2022.
في محاولة من البرهان لابتزاز المجتمع الإقليمي والدولي، بأنه لن يمنحه للنظام البائد.. أو أن يظهر بمظهر الحريص على الثورة، فيناور به.
قد لا يصدق البعض أن تواصل البرهان مع قوى الثورة، وأعني تحديداً (صمود)، لم ينقطع أصلاً- في مستويات معينة- حتى يوم الناس هذا!
………………………….
(1) هل البرهان (أخو مسلم)؟!
لا..
(2) إذن لماذا يتعامل معهم؟
إنَّ شخصيته المترددة، وهواجسه المتمددة، وطموحاته المتعددة؛ هي التي تجعله يغض الطرف.
فهو يعمل بنظرية (أستخدمهم)، خاصةً أنهم من فرط يأسهم يقبلون حد (هيت ليك)، فيما يعدونه فرصة سانحة لحياتهم، وليس بالضرورة عودتهم للحكم.
ولنجاتهم من تجريد (لجنة إزالة التمكين) لهم من الأموال والعقارات التي تكسبوها إبّان عهد (البئر المُعطلة والقصر المَشيد)!
………………………….
ولكن هل (حُكام بورتسودان)، وأعني (المكون العسكري)، وفصائل اتفاق جوبا، من الغباء بمكان، بحيث يبدؤون من حيث انتهى البشير:
وضع اقتصادي مُنهار، وعُزلة دولية، ومُلاحقات في المحكمة الجنائية الدولية، وملف أسود في التعامل مع دول الإقليم والمجتمع الدولي ودول الجوار.
لا يوجد عاقل لا يتعظ بغيره، البرهان ورهطه مدركون (وواعون) لهذا الجانب تماماً.
ومما أزعجه أكثر أنه كابدَ جداً كي يقنع الإقليم والمحيط العربي بالانحياز له في مواجهة الدعم السريع، فلم يجد استجابة لسببين:
- احترام هذه الدول ثورة السودانيين، ورغبتهم في التغيير، ورسم واقع جديد، ضحى في سبيله الشباب بالمُهج والأرواح.
- عدم عودة (الإخوان المسلمين) بأي شكل من الأشكال.
…………………………
الحرب ضاغطة على ضغوط البرهان وهواجسه، فتصيبه إنفلونزا الإخوان، فيعطس حامداً بنبرتهم (نصرٌ من الله وفتحٌ قريب).. فيشمتوه (الله أكبر)!
الرجل في باطنه يعلم أنها في حقيقتها (شَمَاتة)، وليست (تَشْمِيتًا) بأي حال من الأحوال!
وحينما يتعافى من زكامهم، فيصح بدنه وعقله، ينبري مهاجماً إياهم: (على المؤتمر الوطني أن يبعد عن الجيش.. ويكفي أنكم حكمتم ثلاثين عاماً)!
صدقوني.. البرهان يرغب في أن "يتغدى" بهم قبل أن "يتعشوا هم به".
……………………………
ما علاقة كل هذا الكلام بـ(كامل إدريس)؟!
بل مَن يكون كامل إدريس؟
هل محسوب على الكيزان؟
أم أنه من المثقفين (الانتهازيين) الذين درجوا على التماهي مع المُستبدين؟!
أهو (بارقة أمل)، أم باقرة ألم!
………………………….
هل سيكون على حذو حمدوك.. أم يتماثل كما دفع الله الحاج علي؟!
……………………………..
كامل إدريس بين امتحان المدنية أو (لُغة الحرب).
فهل سينجح؟
أم يحيطه (البراؤون)، ويضره (العقار)، ولا ينجده (جبريل)؛
فيتوهم تحليقاً في (السماء ذات البروج)!



ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية