علماء يسابقون الزمن لإنقاذ الشعاب المرجانية المحتضرة في فلوريدا
علماء يسابقون الزمن لإنقاذ الشعاب المرجانية المحتضرة في فلوريدا
في محاولة لوقف تدهور الشعاب المرجانية في جزر فلوريدا كيز، أطلق فريق من علماء الأحياء البحرية مشروعًا طموحًا لزراعة أكثر من ألف من صغار مرجان "قرن الأيائل" التي نُشئت في مشاتل متخصصة، في خطوة تأمل في عكس موجة الدمار الناتجة عن تغير المناخ.
وتشهد فلوريدا كيز تراجعًا كارثيًا في الغطاء المرجاني، إذ فقدت نحو 90% من الشعاب المرجانية الصحية خلال العقود الأربعة الماضية، بحسب الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، التي عزت ذلك إلى ارتفاع درجات حرارة المحيطات وتزايد حدة الأحداث المناخية.
وتمثل الشعاب المرجانية المزروعة جزءًا من مبادرة يقودها مختبر كيز البحري بجامعة جنوب فلوريدا بالتعاون مع حوض فلوريدا للأحياء البحرية في تامبا، حيث استُلمت أكثر من 1050 قطعة مرجانية نُشئت بين عامي 2022 و2023، بهدف إعادة زرعها في سبعة مواقع بحرية مختارة حول جزر كيز خلال الشهرين المقبلين.
وفقاً لما أوردته صحيفة “الغارديان” البريطانية السبت، ستتولى مؤسسات متخصصة مثل "مؤسسة ترميم الشعاب المرجانية"، و"مختبر موت البحري"، و"مؤسسة تجديد الشعاب المرجانية في الولايات المتحدة" رعاية وزراعة هذه الشعاب، على أن يتم مراقبة نموها وتكيفها في السنوات التالية.
وقالت سيندي لويس، مديرة مختبر كيز البحري، إن المشروع يراهن على بقاء حتى نسبة صغيرة من هذه الشعاب: "ربما لا ينجو سوى 1%، لكن ذلك سيكون أساسًا يمكن البناء عليه".
مرونة وراثية
ويأمل العلماء أن تتمتع الشعاب المرجانية الجديدة بمرونة وراثية أعلى، بعد أن جرى اختيار مجموعات أبوية متنوعة وراثيًا لتحسين فرصها في مقاومة الضغوط البيئية.
من جانبها، أكدت كيري أونيل، مديرة برنامج الحفاظ على المرجان بالحوض، أن هذا التدخل البشري كان ضروريًا: "لولا هذه الخطوة، لما تمكنت الشعاب المرجانية الأم من التكاثر. هذا دليل على أنه رغم الأزمات، يمكن للتعاون أن يُحدث فرقًا".
25 ألف قطعة مرجانية
ويمثل مشروع قرون الأيل جزءًا من جهد أوسع يضم جامعات ومنظمات بيئية وهيئات حكومية على مستوى الولاية والفيدرالية، حيث أُنتج هذا الشتاء أكثر من 25 ألف قطعة مرجانية من أنواع متعددة مثل مرجان الدماغ ومرجان النجمة ومرجان الصخور.
ورغم التحديات، يرى القائمون على المشروع أن الأمل لا يزال قائمًا، مستندين إلى الإنجازات الجماعية التي تُثبت إمكانية استعادة الشعاب المرجانية، شرط استمرار التعاون والدعم متعدد الأطراف.