«نيويورك تايمز»: اعتقال 780 مهاجراً في مداهمات استمرت 4 أيام بفلوريدا
«نيويورك تايمز»: اعتقال 780 مهاجراً في مداهمات استمرت 4 أيام بفلوريدا
نفذت إدارة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) عملية أمنية واسعة في ولاية فلوريدا، أسفرت عن اعتقال نحو 780 مهاجرًا خلال أربعة أيام متتالية، شارك فيها عدد من ضباط إنفاذ القانون المحليين، تنفيذًا لتوجهات إدارة الرئيس دونالد ترامب لتعزيز التعاون مع السلطات المحلية في قضايا الهجرة.
وأكدت بيانات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، السبت، أن الاعتقالات استهدفت بشكل أساسي مهاجرين صدرت بحقهم أوامر ترحيل نهائية، حيث أُلقي القبض على أكثر من 275 شخصًا ضمن هذه الفئة.
وأعلنت إدارة الهجرة والجمارك أن العملية بدأت يوم الاثنين، وامتدت حتى يوم الخميس، مركزة على الأشخاص غير المسجلين الذين تجاهلوا أوامر المحاكم بضرورة مغادرة البلاد.
واستأنفت السلطات خلال هذه الحملة سياسة "الاعتقالات الجانبية"، ما أتاح للضباط توقيف مهاجرين آخرين لم يكونوا هدفًا مباشرًا للعملية، لكنهم وجدوا في محيط الأشخاص المطلوبين.
تسريع عمليات الترحيل
كثفت إدارة ترامب جهودها منذ بداية العام الجاري لتسريع عمليات الترحيل، حيث أبرمت اتفاقية رسمية مع سلطات إنفاذ القانون في ولاية فلوريدا، تُعرف باتفاقية 287(g)، تسمح للسلطات المحلية بالتعاون المباشر مع دائرة الهجرة والجمارك في ملاحقة المهاجرين المخالفين.
وأوضح مسؤول رفيع في إدارة الهجرة، رفض الكشف عن هويته، أن مداهمات فلوريدا تُعد الأولى من نوعها ضمن هذا الإطار الرسمي الجديد.
وكشفت تحليلات صحيفة "نيويورك تايمز" أن نحو 70% من أوامر الإبعاد الصادرة منذ بداية عام 2024 استهدفت مهاجرين تغيبوا عن جلسات الاستماع أمام قضاة الهجرة، وعادة ما تتطلب عملية ترحيل المهاجرين إصدار قرار قضائي، وهي إجراءات قد تمتد لأسابيع أو حتى سنوات.
انتقادات حقوقية واسعة
أعربت المديرة التنفيذية لائتلاف المهاجرين في فلوريدا، تيسا بيتيت، عن قلقها الشديد من تبعات هذه المداهمات، محذرة من تفكك العائلات وانهيار الروابط المجتمعية.
قالت بيتيت إن فلوريدا لم تعد الولاية المرحبة بالمهاجرين كما كانت في العقود الماضية، مشيرة إلى أن حجم العملية الأخيرة يثير مخاوف حقيقية من توقيف أشخاص يتمتعون بوضع قانوني سليم، ولا يملكون سجلات جنائية.
وضاعفت إدارة ترامب من استدعاء وكالات إنفاذ القانون المحلية والفيدرالية لدعم عمليات دائرة الهجرة والجمارك، بالنظر إلى الحاجة الماسة إلى أعداد كبيرة من الضباط لتنفيذ مداهمات دقيقة تشمل البحث والمراقبة المكثفة.
رسائل تهديد للمهاجرين
وجهت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، رسالة صارمة للمهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة، حيث قالت نويم في بيان رسمي: “أحمل أنا والرئيس ترامب رسالة واضحة.. إذا كنتم مقيمين في البلاد بشكل غير قانوني، غادروا الآن.. وإذا لم تفعلوا، فسنتعقبكم ونلقي القبض عليكم ونرحلكم”.