الولايات المتحدة تعلن رفع الإعفاء الممنوح لروسيا لسداد ديونها الخارجية بالدولار
الولايات المتحدة تعلن رفع الإعفاء الممنوح لروسيا لسداد ديونها الخارجية بالدولار
قررت الولايات المتحدة أن تلغي اعتبارًا من اليوم الأربعاء، بعد دقيقة واحدة من منتصف الليل بتوقيت الساحل الشرقي (07:01 بتوقيت موسكو)، الإعفاء الذي يتيح لروسيا سداد ديونها الخارجية بالدولار، وفق ما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية، في قرار من شأنه أن يسرّع تخلف موسكو عن سداد مستحقاتها.
وبذلك يلغى الإعفاء من العقوبات المالية الصارمة التي فرضت على موسكو إثر غزوها أوكرانيا في 24 فبراير، قبل يومين من موعد سداد الاستحقاق المقبل، وفق فرانس برس.
التخلف عن السداد
وأعلنت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، في 11 من شهر مايو الجاري، أن الولايات المتحدة تبحث ما إذا كانت ستمدد العمل بإعفاء من العقوبات من شأنه أن يسمح لروسيا بأن تواصل سداد ديونها بالدولار، وأن تتجنب تاليًا حالة التخلف عن السداد.
يسمح الإعفاء الذي أقرته واشنطن في نهاية فبراير، لموسكو بأن تواصل، رغم العقوبات التي فرضتها عليها الخزانة الأمريكية، سداد ديونها بدولارات من تلك الموجودة في روسيا، لكن هذا الإعفاء تنتهي صلاحيته في 25 مايو، أي قبل يومين من موعد الاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية.
استحقاق 100 مليون دولار
في المقابل، فإن روسيا لم تعد قادرة على سداد ديونها بدولارات من تلك الموجودة في البنوك الأمريكية، بسبب العقوبات المشددة التي فرضتها عليها واشنطن في الخامس من إبريل، وبسبب هذا المنع حاولت موسكو سداد هذا الدين بالروبل عوضًا عن الدولار.
وأوضحت وزيرة الاقتصاد والمالية في إدارة الرئيس جو بايدن، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ أنه لم يتخذ قرارًا بعد لكن هذا الأمر سيحسم بسرعة، وأضافت: "نحن نجري بجد تقييمًا لمخاطر عدم تجديد الإعفاء وتداعياته".
والاستحقاق المقبل في برنامج سداد الديون الروسية موعده في 27 مايو الجاري ومقداره هو 100 مليون يورو (نحو 107 ملايين دولار) وهذا المبلغ هو قيمة فائدة تستحق على إصدارين، أحدهما يجبر روسيا بأن تسدد المبلغ بالدولار أو اليورو أو الجنيه الإسترليني أو الفرنك السويسري، أما الثاني فيمكنها سداده بالروبل.
من جانبها، أكدت وزارة المالية الروسية، عزمها مواصلة الوفاء بالالتزامات المالية الدولية، بعد قرار وزارة الخزانة الأمريكية عدم تجديد رخصة خدمة الدين السيادي لموسكو.
وقالت الوزارة الروسية، في بيان الأربعاء: "سنواصل سداد السندات الدولية بالروبل بعد القرار الأمريكي بعدم تجديد رخصة خدمة الدين" وفق وكالة أنباء نوفوستي.
وأشارت الوزارة الروسية إلى أن القرار الأمريكي يقوض بالدرجة الأولى حقوق المستثمرين الأجانب ويقوض الثقة في البنية التحتية المالية الغربية.
السداد بالعملة الروسية
وجاء قرار وزارة المالية الروسية متوافقا مع توقعات الخبراء، الذي أشاروا إلى أن وزارة المالية الروسية ستواصل خدمة الدين الخارجي المقوم بالعملة الأجنبية بالروبل الروسي بعد القرار الأمريكي.
وتوقع خبراء شركة الاستثمار "لوكو إنفيست" أن تواصل روسيا سداد مدفوعات السندات بالعملة الروسية.
في حين أفاد نيكولاي رياسكوف، رئيس قسم السندات في شركة "إنغوستراخ للاستثمار" بأن "هذا التخلف عن السداد مصطنع ولن يؤثر بأي شكل من الأشكال على روسيا ربما ستكون تقلبات قصيرة الأجل، إذ إن أسواق رأس المال للبلدان غير الصديقة مغلقة بالفعل أمامنا".
وأشار إلى أن السداد بالعملة الروسية هو الطريقة الوحيدة لتجاوز قرار وزارة الخزانة الأمريكية، وقال إن "الروبل هو الطريقة الوحيدة لتجاوز القرار الأمريكي، باستثناء الدفع بالروبل لا نرى في الوقت الحالي أي خيارات أخرى، إما الدفع بالروبل أو رفض الدفع على الإطلاق.
وقبل ذلك نشر فولودين في قناته في تطبيق "تلغرام"، إن روسيا ستسدد ديونها الأجنبية بالروبل، مشددا على أن روسيا لديها الأموال اللازمة للمدفوعات.
بداية الأزمة
اكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوغانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لاقت غضبًا كبيرًا من كييف والدول الغربية.
وبدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات دولية من اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.
وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش الأجواء الأكثر سوادًا منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها الأقسى على الإطلاق.