تفشي الميبوكسي يثير المخاوف في مالاوي وسط نقص التمويل
تفشي الميبوكسي يثير المخاوف في مالاوي وسط نقص التمويل
أعلنت وزارة الصحة في مالاوي، تسجيل ثلاث حالات جديدة من مرض الميبوكسي في العاصمة ليلونغوي، ما يرفع العدد الإجمالي للحالات المؤكدة في البلاد إلى 11 منذ ظهور أول إصابة في أبريل الماضي.
وذكرت الوزارة في بيان رسمي، اليوم الاثنين، أن أعمار المرضى الجدد تتراوح بين 17 و41 عامًا، مشيرة إلى أن التحقيقات لا تزال جارية لتحديد مصدر العدوى ومتابعة المخالطين.
وتأتي هذه التطورات وسط حالة من القلق المتزايد في البلاد التي تواجه تحديات صحية مركبة تشمل تفشي أمراض أخرى مثل حمى الضنك.
وفي ظل قدرة محدودة على إجراء الفحوصات ونقص حاد في اللقاحات، يجد نظام الرعاية الصحية في مالاوي نفسه تحت ضغط شديد لمواكبة تطورات الوضع الوبائي.
وأكد معهد الصحة العامة في مالاوي أن جهود مكافحة المرض تصطدم بعقبات كبيرة، منها ضعف البنية التحتية الصحية وغياب الإمكانيات الوقائية الكافية، في وقت أبلغت فيه 16 دولة إفريقية أخرى عن تفشي حمى الضنك، ما يفاقم الوضع الصحي في القارة.
خفض المساعدات الأمريكية
تزامن ظهور مرض الميبوكسي مع تقليص الولايات المتحدة لمساعداتها الصحية المخصصة لمالاوي، بما في ذلك برامج مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
وأكد المتحدث باسم مكتب الصحة في مقاطعة ليلونغوي، ريتشارد مفولا، أن "البرامج المخصصة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية قد استُنزفت بشدة، ما انعكس سلبًا على قدرتنا على التصدي لتفشي الأمراض المعدية".
وكانت الحكومة الأمريكية قد خفضت تمويلها بشكل ملحوظ في مطلع عام 2024، في إطار مراجعة شاملة لسياستها الخارجية والمساعدات التنموية.
وأثار هذا القرار مخاوف واسعة النطاق من انهيار بعض البرامج الصحية التي كانت تعتمد بشكل شبه كلي على الدعم الخارجي، ومنها خدمات الفحص والعلاج لآلاف المرضى المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
دعوات لتعزيز الاستجابة الدولية
في ظل تفشي أمراض متعددة وتراجع القدرات الصحية، تصاعدت الدعوات في مالاوي لعودة الدعم الدولي بشكل عاجل، وتعزيز برامج الرعاية الصحية الأولية، خاصة تلك المرتبطة بالأمراض المعدية والوبائية.
وناشد مسؤولو الصحة الدول المانحة والمنظمات الدولية تقديم مساعدات فورية، تشمل اللقاحات والموارد التشخيصية، لدعم استجابة مالاوي لتفشي الميبوكسي وغيره من الأمراض.
ويُعد مرض الميبوكسي من الأمراض الفيروسية التي تشبه الجدري في أعراضها، ويتميز بظهور طفح جلدي وحمى وتورم في العقد اللمفاوية، وينتقل عادة من الحيوانات إلى البشر، ثم من إنسان إلى آخر من خلال المخالطة الوثيقة.
وتشير حالات التفشي الحالية إلى وجود نمط انتشار مجتمعي محتمل، ما يتطلب تدخلاً صحياً عاجلاً لتفادي تحوله إلى وباء واسع.