خبيرة بريطانية تحذر من تفاقم العنف الجنسي في المدارس
خبيرة بريطانية تحذر من تفاقم العنف الجنسي في المدارس
حذّرت خبيرة بريطانية في قضايا التحيّز والعنف القائم على النوع الاجتماعي، من تصاعد غير مسبوق في حالات العنف الجنسي داخل المدارس البريطانية، مؤكدة أن ما يحدث لم يعد مجرد ظاهرة سلوكية، بل تحوّل إلى أزمة صحة عامة تستدعي استجابة وطنية شاملة.
واتهمت لورا بيتس، الناشطة والكاتبة البريطانية ومؤسسة مشروع "التمييز الجنسي اليومي"، السلطات التعليمية والصحية بالتقاعس عن مواجهة الموجة المتصاعدة من كراهية النساء والعنف الجنسي داخل أروقة المدارس، بحسب ما ذكرت "الإندبندنت"، اليوم الثلاثاء.
وشددت بيتس، خلال مشاركتها في جلسة حوارية ضمن فعاليات "مهرجان هاي" في ويلز، على أن البلاد "تواجه حالة طوارئ وطنية"، مضيفة أن الأرقام الرسمية الموثقة تكشف عن واقع مقلق.
وكشفت بيتس عن إحصاءات حصلت عليها هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" استنادًا إلى قانون حرية المعلومات، حيث تم الإبلاغ عن 5500 جريمة جنسية وقعت داخل المدارس البريطانية خلال ثلاث سنوات فقط، بينها 600 حالة اغتصاب، وهو ما يعادل جريمة اغتصاب واحدة تُسجّل في كل يوم دراسي.
أزمة تتجاوز قدرة المدارس
طالبت بيتس بوضع تشريعات واضحة تمنح المدارس صلاحيات فعالة لمواجهة هذا التحدي المتفاقم، مشيرة إلى أن المدارس تواجه أزمة تتجاوز إمكاناتها، في ظل غياب توجيهات قانونية واضحة.
وقالت: "نعلم أن واحدة من كل ثلاث فتيات مراهقات تتعرض لتحرش أو اعتداء جنسي داخل محيط المدرسة، ومع ذلك لا نتعامل مع هذه الحقائق بالجدية التي تقتضيها الكارثة".
حذّرت بيتس أيضًا من تنامي تهديد جديد يتمثل في استخدام تقنية "ديب فيك" لإنتاج صور إباحية مفبركة لفتيات قاصرات، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة بدأت تتسلل إلى المدارس البريطانية بشكل يثير القلق.
واستشهدت بحادثة هزّت الرأي العام في بلدة ألمندريليخو الإسبانية عام 2023، حين انتشرت صور عارية مزيفة لفتيات تراوح أعمارهن بين 11 و17 عامًا، بعدما جرى توليدها باستخدام الذكاء الاصطناعي ونشرها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكدت أن حوادث مشابهة ظهرت بالفعل في المملكة المتحدة، لكنها لا تزال تُواجه بالتجاهل المجتمعي والإعلامي. وقالت: "هذا هو التهديد القادم في ملف العنف الجنسي المدرسي، والمشكلة أننا لم نبدأ حتى الآن في معالجته أو حتى مناقشته بجدية".
تحوّلات رقمية وأخطار
شهدت السنوات الأخيرة تطورات تكنولوجية متسارعة جعلت من أدوات الذكاء الاصطناعي وسيلة خطِرة في تعميق مظاهر العنف الجنسي ضد النساء والفتيات.
وتحوّلت بعض هذه الأدوات إلى أدوات انتهاك للخصوصية، خاصة مع غياب رقابة قانونية فعالة، وهو ما يفتح الباب لتفاقم الانتهاكات في البيئات التعليمية التي من المفترض أن تكون آمنة ومحفزة للنمو والتعلم.