اختفاء 5 موسيقيين في ولاية حدودية مع الولايات المتحدة يثير قلقاً بالمكسيك
اختفاء 5 موسيقيين في ولاية حدودية مع الولايات المتحدة يثير قلقاً بالمكسيك
أعلنت النيابة العامة في ولاية تاماوليباس، شمال شرق المكسيك، عن فتح تحقيق في اختفاء 5 موسيقيين من فرقة "فوغيتيفو"، وذلك بعد أن فُقد أثرهم منذ مساء الأحد أثناء وجودهم في مدينة رينوسا الواقعة قرب الحدود مع ولاية تكساس الأميركية.
وأفادت السلطات بأن أعمار المفقودين تتراوح بين 20 و40 عامًا، وأنهم شوهدوا لآخر مرة أثناء دخولهم إحدى الحانات في المدينة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الأربعاء.
وذكرت وكالة فرانس برس أن العشرات من أقارب وأصدقاء المفقودين تظاهروا يوم الثلاثاء أمام مبنى الحانة، مطالبين بالكشف عن مصيرهم وتكثيف جهود البحث.
وشهدت المدينة انتشارًا أمنيًا مكثفًا، فيما أغلق المحتجون الجسر الحدودي الذي يربط رينوسا بمدينة فار في ولاية تكساس، في خطوة تصعيدية للضغط على السلطات.
تلقي مطالب فدية
وقالت شقيقة أحد المفقودين، دون الكشف عن اسمها لأسباب أمنية، إن العائلة تلقت اتصالات تتضمّن "مطالب بفدية"، ما يعزز الفرضيات بشأن احتمال اختطافهم من قبل إحدى عصابات الجريمة المنظمة التي تنشط في الولاية.
وأضافت أن الفرقة كانت تستعد لإحياء حفل موسيقي في قاعة محلية مساء الأحد، وهو ما لم يحدث بعد اختفائهم المفاجئ.
وتُعد ولاية تاماوليباس من أكثر مناطق المكسيك توترًا أمنيًا، إذ تنشط فيها جماعات مسلحة وعصابات تهريب المخدرات، مثل "جلف كارتل" و"زيتاس"، حيث سبق أن تورّطت في حالات اختفاء قسري وابتزاز ومواجهات دموية.
وأشارت تقارير محلية إلى أن الموسيقيين في تلك المناطق كثيرًا ما يتعرضون لضغوط من جماعات الجريمة المنظمة لأداء أو تأليف "ناركوكوريدوس"، وهي أغانٍ تمجّد حياة المهربين وزعماء العصابات.
أزمة أمنية مستمرة
ولا تُعد هذه الحادثة معزولة، إذ تسجّل المكسيك سنويًا آلاف حالات الاختفاء القسري، ووفقًا للمفوضية الوطنية للبحث عن المفقودين، فإن أكثر من 100 ألف شخص ما زالوا في عداد المفقودين في المكسيك، وسط اتهامات متكررة للحكومة بعدم القدرة على توفير الأمن أو محاسبة المجرمين.
وتوجّه ناشطون ومواطنون عبر منصات التواصل الاجتماعي بنداءات إلى السلطات المكسيكية من أجل التحرك العاجل لإنقاذ حياة الموسيقيين المفقودين، مؤكدين أن الفن لا يجب أن يُدفع ثمنًا في صراعات الإجرام والعصابات.
ومع تصاعد الغضب الشعبي، تتزايد الضغوط على الحكومة الفيدرالية والسلطات المحلية لإيجاد المفقودين وتقديم الجناة إلى العدالة.