"فرانس برس": قوات الدعم السريع قصفت مستشفيين في وسط السودان

"فرانس برس": قوات الدعم السريع قصفت مستشفيين في وسط السودان
آثار الحرب في السودان - أرشيف

نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر عسكري سوداني قوله إن قوات الدعم السريع قصفت صباح اليوم الجمعة مستشفيين وأحياء سكنية في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وسط السودان، في تصعيد ميداني جديد ضمن الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم منذ أكثر من عامين.

وأوضح المصدر أن قوات الدعم السريع أطلقت قذائف مدفعية ثقيلة على الأحياء السكنية في مدينة الأبيض، واستهدفت تحديداً مستشفى الضمان والسلاح الطبي، وهما منشأتان طبيتان تقعان وسط المدينة

وأكد شهود عيان في محيط مستشفى الضمان هذه الهجمات، ما أثار مخاوف من سقوط ضحايا مدنيين وتفاقم الأزمة الصحية في المدينة المحاصرة.

تصعيد بعد فك الحصار

يمثل هذا القصف تطوراً خطيراً، خاصة أن الجيش السوداني كان قد كسر في شباط فبراير الماضي حصاراً استمر لعامين فرضته قوات الدعم السريع على مدينة الأبيض، التي تعد تقاطعاً استراتيجياً يربط بين العاصمة الخرطوم (على بعد 400 كيلومتر) وإقليم دارفور غرباً.

وبعد فك الحصار، حاول الجيش تعزيز وجوده في المدينة التي تُعد مركزاً إدارياً وعسكرياً مهماً في ولاية شمال كردفان، إلا أن قوات الدعم السريع كثفت قصفها ومحاولاتها لاستعادة السيطرة في الأسابيع الأخيرة.

وأعلنت قوات الدعم السريع، الخميس، سيطرتها على بلدتين استراتيجيتين في كردفان، في حين تمكن الجيش لفترة وجيزة من استعادة مدينة الخوي، الواقعة على بعد نحو 100 كيلومتر من الأبيض، قبل أن تسقط مجدداً في قبضة قوات الدعم السريع في اليوم نفسه.

وتُظهر هذه التحولات السريعة في السيطرة على الأرض حجم التدهور الأمني وعدم قدرة أي من الطرفين على حسم الصراع عسكرياً، ما يزيد من معاناة المدنيين ويفاقم الأزمة الإنسانية.

خطر في دارفور

في الوقت ذاته، تواصل قوات الدعم السريع هجماتها العنيفة على مدينة الفاشر، آخر مدينة كبرى في إقليم دارفور لا تزال تحت سيطرة الجيش. 

وقد حذرت الأمم المتحدة ومراقبون دوليون من مجازر محتملة وجرائم على نطاق واسع قد تُرتكب هناك، في ظل تزايد التقارير حول استهداف المدنيين على أسس عرقية.

دخلت الحرب السودانية عامها الثالث، بعدما اندلعت في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب أكتوبر 2021، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي).

ومع استمرار القتال، بات السودان منقسماً فعلياً، الجيش يسيطر على الشمال والوسط والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق دارفور وأجزاء من الجنوب.

كارثة غير مسبوقة

أدت الحرب حتى الآن إلى مقتل عشرات الآلاف، فيما نزح نحو 13 مليون شخص داخل السودان وخارجه، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، التي وصفت الوضع في البلاد بأنه "أسوأ أزمة إنسانية على وجه الأرض"، بسبب التدهور الشامل في الخدمات، وانهيار النظام الصحي، وشح المواد الغذائية والأدوية.

ورغم العديد من المبادرات الإقليمية والدولية، لا تزال فرص الحل السلمي بعيدة، في ظل إصرار الطرفين على الحسم العسكري، وعدم وجود إرادة حقيقية لوقف إطلاق النار أو الدخول في مفاوضات شاملة. 

ويُخشى أن تؤدي هذه الانقسامات إلى تفكك السودان إلى دويلات متناحرة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل حازم لفرض وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية