«أونماس» تحذر: الذخائر غير المنفجرة خطر صامت يهدد حياة ملايين النازحين السودانيين

«أونماس» تحذر: الذخائر غير المنفجرة خطر صامت يهدد حياة ملايين النازحين السودانيين
آثار الحرب في السودان

أطلق صديق راشد، رئيس برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان، صرخة تحذير من مخاطر الذخائر غير المنفجرة مؤكدا أنها خطر صامت يهدد حياة ملايين النازحين السودانيين.

وأوضح راشد، في مقابلة مع موقع أخبار الأمم المتحدة نشرت الخميس، أنه بعد عامين من النزاع المسلح في السودان، بات المدنيون النازحون يواجهون عدوًا من نوع جديد، لا يُرى ولا يُسمع، لكنه يحصد الأرواح بصمت، إنها الذخائر غير المنفجرة، التي تنتشر اليوم في الأحياء السكنية والمستشفيات والمزارع، وتحوّل منازل العودة المنتظرة إلى ساحات موت مؤجل، مؤكدا أن “الخطر أكبر مما نتخيل، ويمتد إلى كل زاوية نعتقد أنها آمنة”.

أطفال ونساء يدفعون الثمن

وفق موقع الأمم المتحدة لم تكن هذه التحذيرات نظرية، فقد شهدت البلاد سلسلة حوادث دامية جسدت الخطر الكامن، حيث فقد طفلٌ حياته، وآخرون أصيبوا بجراح بليغة، وفي النيل الأزرق قُتلت ثلاث نساء نازحات أثناء بحثهن عن الماء، وفي كادقلي، حمل طفل لغمًا إلى مدرسته، فكان المشهد مأساويًا لا يُنسى، وفي شندي انفجر لغم مضاد للدبابات تحت حافلة مدنية، فمزق أجساد عشرة ركاب كانوا في طريقهم للعودة إلى حياتهم.

وأشار راشد إلى أن الخرطوم وولاية الجزيرة –كانتا في السابق آمنتين– أصبحتا اليوم ملوثتين بشكل عشوائي بهذه الذخائر، هذه المتفجرات لم تُصمم أصلاً للاستخدام في المناطق المدنية، لكنها الآن تختلط بجدران المنازل والطرقات وحتى أطلال المدارس، موضحا أن بعضها ظاهر للعين، وبعضها مدفون تحت الركام، وجميعها على استعداد للانفجار بأقل لمسة.

7000 حادثة قتال وتهديد مستمر

وفقًا لإحصاءات جمعتها الأمم المتحدة من مصادر مفتوحة، شهد السودان أكثر من 7000 حادثة قتال منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، ويؤكد خبراء البرنامج أن كل نزاع مسلح يُخلف بالضرورة ذخائر غير منفجرة، وهو ما يعني أن معظم المناطق التي شهدت قتالًا أصبحت الآن غير صالحة للعيش دون تطهير شامل.

رغم الحرب، واصل برنامج "أونماس" عمله الإنساني، حيث أطلق حملات توعية بين النازحين والعائدين والعاملين في الإغاثة، ونشرت الرسائل عبر الإذاعات والهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي، وتم تدريب أكثر من 200 عامل من فرق الطوارئ المنتشرة في مناطق النزاع. "نحاول إيصال رسائل السلامة إلى كل بيت وكل خيمة"، يقول راشد.

لكن التحديات تبدو أكبر بكثير من إمكانات برنامج صغير مثل أونماس يعاني من نقص في التمويل، وقيود أمنية وإدارية تعرقل وصول فرقه إلى المناطق الأكثر تضررًا، كما أن نظام الإبلاغ عن الحوادث تعرض للتدمير، مما يجعل من الصعب تقييم مدى انتشار التهديد، ويؤكد راشد "لا يمكننا أن نفعل هذا وحدنا"، داعيًا الحكومة إلى تسهيل عمل المنظمات العاملة في هذا المجال.

نداءات عاجلة للأطراف والمجتمع الدولي

دعا راشد الأطراف المتحاربة إلى التوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة في المناطق السكنية، وتسجيل المواقع الملوثة ومشاركتها مع البرنامج لتسهيل عمليات التطهير، كما وجّه نداءً للمجتمع الدولي لتوفير الدعم المالي والفني العاجل، مؤكدًا أن جهود التعافي وإعادة الإعمار ستكون مهددة بالكامل إذا لم تُدمج إزالة الألغام في الخطط القادمة.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، دخلت البلاد واحدة من أسوأ أزماتها الإنسانية، خلفت الحرب مئات الآلاف من القتلى والجرحى، ودفعت الملايين إلى النزوح داخل وخارج البلاد، ومع عودة بعض النازحين إلى مناطقهم، يواجهون خطرًا جديدًا هو الذخائر غير المنفجرة، التي تعوق جهود الإغاثة وتعرقل إعادة الإعمار، ويعمل برنامج أونماس التابع للأمم المتحدة منذ سنوات على توعية السكان، لكن الحرب الأخيرة فاقمت التحديات إلى مستويات غير مسبوقة، وتهدد بتحويل منازل الناس إلى أفخاخ قاتلة ما لم يتم التحرك العاجل.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية