الشرطة المكسيكية تستعين بمركبات من "تسلا" لمكافحة العصابات

الشرطة المكسيكية تستعين بمركبات من "تسلا" لمكافحة العصابات
مركبات من "تسلا"

أعلنت سلطات ولاية خاليسكو الواقعة غرب المكسيك، وهي واحدة من أبرز معاقل عصابات المخدرات في البلاد، عن بدء تشغيل ثلاث مركبات كهربائية من طراز "تسلا سايبرتراك" ضمن أسطول الشرطة لتعزيز جهودها في التصدي للجريمة المنظمة، وسط تصاعد العنف وارتفاع معدلات الاختفاء القسري في الولاية.

وأوضح خوان بابلو هيرنانديس، وزير الأمن في ولاية خاليسكو، أن إحدى شاحنات "السايبرتراك"، التي تصنعها شركة تسلا المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، قد استخدمت هذا الأسبوع في عملية أمنية جرى خلالها اعتقال شرطيين متورطين بمحاولة تجنيد شابين لصالح إحدى عصابات تهريب المخدرات، بحسب ما ذكرت وكالة فرانس برس، اليوم الجمعة.

وأكد هيرنانديس أن سيارات "سايبرتراك" مزودة بتقنيات متطورة، وهي مركبات كهربائية مصممة لتتحمل الطرق الوعرة والظروف القاسية، وتتميز بهيكل مقاوم للصدمات وتصميم خارجي مستقبلي يُعزز من حضورها الأمني في الشوارع.

دمج شبكة "ستارلينك"

كشف وزير الأمن أن المركبات مزوّدة أيضاً بشبكة الإنترنت الفضائي "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك، ما يتيح للشرطة الوصول السريع للمعلومات الميدانية دون الاعتماد على الشبكات الأرضية، وهو أمر بالغ الأهمية في المناطق الريفية أو المعزولة، حيث غالباً ما تتعرض البنى التحتية للاتصالات للتخريب أو السيطرة من قبل العصابات المسلحة.

أعلن بابلو ليموس، حاكم ولاية خاليسكو، أن إدخال مركبات "سايبرتراك" يندرج ضمن مشروع استثماري ضخم بقيمة 51 مليون دولار لتعزيز القدرة الأمنية في الولاية، ويتضمن شراء 691 مركبة متنوعة، بينها 200 دراجة نارية لدعم الانتشار السريع ومهام المراقبة.

وتم عرض إحدى مركبات "سايبرتراك" الخميس في ساحة بلازا دي أرماس في مدينة غوادالاخارا، عاصمة خاليسكو وثاني أكبر مدينة في البلاد، حيث تجمع العشرات من المواطنين لالتقاط الصور بجانب المركبة المتطورة، التي تُعد رمزاً لدخول التكنولوجيا العالية إلى مجال مكافحة الجريمة المنظمة.

خاليسكو.. مركز الجريمة

تُعتبر خاليسكو من أخطر الولايات المكسيكية من حيث انتشار العنف المرتبط بالعصابات، وهي تسجّل أعلى معدل لحالات الاختفاء القسري في البلاد، بواقع 15 ألف شخص مفقود من أصل نحو 124 ألف حالة مسجلة وطنياً.

وتنشط في المنطقة عصابة "كارتل الجيل الجديد– خاليسكو" (CJNG)، المصنفة من قبل الولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية" منذ شباط فبراير الماضي، وتُعد من بين أقوى وأكثر العصابات عنفاً في المكسيك، حيث تخوض مواجهات دموية مع الجيش والشرطة، بالإضافة إلى صراعات مسلحة مع خصومها من الكارتلات الأخرى.

ورغم الجهود الحكومية، لا تزال حوادث العنف متواصلة، حيث شهد يوم الثلاثاء مقتل ستة جنود على الأقل في انفجار لغم على الحدود بين خاليسكو وولاية ميتشواكان المجاورة، في واقعة تعكس مدى تعقيد الوضع الأمني وتحوّل بعض المناطق إلى ميادين حرب شبه مفتوحة.

وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن معدل جرائم القتل في المكسيك تضاعف 3 مرات منذ عام 2006، عندما أطلقت الحكومة عملية عسكرية مثيرة للجدل ضد كارتلات المخدرات، ليصل المعدل حالياً إلى 24 جريمة قتل لكل 100 ألف نسمة، وهو من أعلى المعدلات في القارة الأمريكية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية