لازاريني: المساعدات إلى غزة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات

لازاريني: المساعدات إلى غزة لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات
مساعدات إنسانية إلى غزة - أرشيف

أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قطاع غزة لا تزال بعيدة كل البعد عن تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية لمليوني إنسان يواجهون المجاعة والنزوح والتدمير.

وشدد لازاريني، في تصريحات صحفية نقلتها وكالات أممية، اليوم السبت، على أنه من الممكن وقف المجاعة لو توفرت الإرادة السياسية اللازمة لدى الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي.

وقال لازاريني إن المساعدات الحالية تُعد إهانةً لمأساة إنسانية لم يشهد مثلها العالم منذ عقود، حيث يعيش السكان تحت القصف والجوع والحرمان من المياه والخدمات الصحية. 

وعدّ "ما نطلبه ليس مستحيلاً"، بل يتطلب إرادة سياسية حقيقية لوقف المعاناة التي تتكشف فصولها المؤلمة أمام أعين العالم بأسره.

إيصال المساعدات للمحتاجين

ودعا المسؤول الأممي إلى تمكين الأمم المتحدة ووكالاتها من أداء دورها في إيصال المساعدات إلى المحتاجين، بما يضمن حماية كرامة الإنسان الفلسطيني في وجه سياسة الحصار والتجويع المتواصلة منذ أشهر.

وكشف لازاريني في بيان نشره الجمعة على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن عدد الشاحنات التي دخلت قطاع غزة خلال الأسبوعين الماضيين لم يتجاوز 900 شاحنة، أي ما يعادل 10% فقط من حجم المساعدات اليومية الضرورية لتلبية احتياجات السكان المنكوبين. 

وأوضح أن الاحتياجات اليومية تتطلب دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة إغاثية يوميًا، تشمل الغذاء والمياه والدواء ومواد الإيواء.

وشدد على أن الاستجابة الإنسانية الكاملة غير ممكنة في ظل القيود المفروضة على المعابر وتعليق تنسيق العمليات مع المنظمات الإنسانية منذ الثاني من مارس الماضي، داعيًا إلى استئناف فوري لنشاط وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في كافة مناطق القطاع.

الحل اللوجستي متاح 

استعرض لازاريني نجاح الوكالة الأممية وغيرها من الهيئات الإنسانية خلال فترات وقف إطلاق النار السابقة، حيث تمكّنت من إدخال ما بين 600 إلى 800 شاحنة يوميًا عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، معتبرًا أن ذلك دليل واضح على أن الحل اللوجستي متاح لكنه يتطلب التزاماً سياسياً حقيقياً وتنسيقاً فعّالاً على الأرض.

وأكد أن الوضع في غزة بلغ مرحلة خطِرة من التدهور، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن نحو نصف السكان يواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، في حين يحرم مئات الآلاف من المياه النظيفة والخدمات الصحية.

تعيش غزة منذ أشهر على وقع أزمة إنسانية خانقة، تفاقمت بشكل غير مسبوق بعد الاجتياح البري الإسرائيلي المستمر، وما تبعه من تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح داخلي قسري لحوالي 1.7 مليون فلسطيني. 

تقييد حركة المساعدات

وتعرقلت عمليات الإغاثة بسبب القصف، وغياب الضمانات الأمنية للعاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى إغلاق معظم المعابر وتقييد حركة المساعدات.

وتتعالى التحذيرات من المجاعة الشاملة في شمال ووسط القطاع، حيث تموت العائلات جوعًا أو عطشًا، فيما يحرم الأطفال من الغذاء العلاجي الضروري للبقاء. 

وتؤكد "الأونروا"، أن الوضع لن يتحسن إلا إذا تم احترام القانون الدولي الإنساني وضمان دخول المساعدات دون شروط.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية