حريق في ريف اللاذقية والدفاع المدني السوري يواجه صعوبات ميدانية
حريق في ريف اللاذقية والدفاع المدني السوري يواجه صعوبات ميدانية
اندلع، مساء السبت، حريق حراجي واسع في منطقة السفكون الواقعة ضمن ريف محافظة اللاذقية غربي سوريا، ما أدى إلى استنفار فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري وفوج الإطفاء الزراعي، وسط مخاوف من توسع النيران بفعل الرياح العاتية وصعوبة التضاريس الجبلية المحيطة.
أعلن الدفاع المدني السوري، في بيان نشره على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، مساء السبت، أن فرقه، بالتعاون مع أفواج الإطفاء الزراعية وعدد من أهالي المنطقة، تعمل على مدار الساعة لمحاولة السيطرة على النيران ومنع امتدادها إلى مساحات أوسع من الغابات والأراضي الزراعية.
وأكد البيان، أن اشتداد سرعة الرياح في المنطقة الجبلية المحيطة يشكل تحديًا حقيقيًا أمام جهود الإطفاء، نظرًا لما تسببه من تسارع في انتشار ألسنة اللهب، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض معدلات الرطوبة في الجو.
صعوبات ميدانية
أوضح الدفاع المدني في بيان لاحق، صدر صباح الأحد، أن الحريق الذي اندلع عصر السبت في أحراج قرية السفكون لا يزال مستعرًا، وأن فرق الإطفاء "تعمل بأقصى طاقاتها" رغم صعوبات ميدانية جمة، أبرزها وعورة تضاريس المنطقة الجبلية ووجود بقايا ذخائر ومخلفات حربية سابقة، تزيد من خطورة العمليات الميدانية وتعوق حركة الآليات وفرق الطوارئ.
وأضاف الدفاع المدني أن رجال الإطفاء يكافحون اللهب تحت ظروف مناخية غير مواتية، ما يستدعي مضاعفة الجهود لتجنب انتقال النيران إلى القرى القريبة أو المناطق الزراعية المحيطة، والتي تشكل مصدر رزق أساسيًا لسكان المنطقة.
تشهد مناطق الساحل السوري، ولا سيما محافظة اللاذقية، حرائق حراجية متكررة خلال فصل الصيف، نتيجة عوامل مناخية مثل ارتفاع الحرارة والرياح الشرقية الجافة، إلى جانب الإهمال البشري أو بفعل مسببات غير معروفة في بعض الأحيان.
وسبق أن التهمت حرائق عام 2020 مساحات شاسعة من غابات الفرنلق وجبلة وريف الحفة، وسط عجز واضح في احتواء الكارثة حينها.
وتشكل أحراج السفكون أحد أهم الغابات المتبقية في ريف اللاذقية، لما تحتويه من تنوع بيئي وأشجار معمّرة، ما يجعلها رئة خضراء مهمة ضمن بيئة تشهد تدهورًا مستمرًا بسبب الحرب والتغير المناخي.
دعوات لدعم قطاع الإطفاء
طالب عدد من الناشطين البيئيين والمنظمات المحلية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بضرورة توفير دعم تقني ولوجستي أكبر لفرق الإطفاء، إلى جانب توسيع برامج التوعية المجتمعية بأهمية حماية الأحراج، ووضع خطط طوارئ أكثر فاعلية استعدادًا لموجات حرائق الصيف.
ودعا ناشطون إلى ضرورة نزع الألغام وبقايا الذخائر في المناطق الحرجية، بما يسهم في تسهيل تدخل فرق الإنقاذ والإطفاء وتقليل أخطار اندلاع حرائق أشد خطورة مستقبلًا.
وأكدت قيادة الدفاع المدني السوري أنها ستواصل جهودها على الأرض حتى إخماد الحريق بشكل كامل، داعية المواطنين في المناطق المجاورة إلى التعاون مع فرق الإطفاء، والابتعاد عن مواقع النيران تجنبًا لأي إصابات أو عرقلة للعمليات الميدانية.
ويأتي هذا الحريق في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الجفاف ونقص الموارد البيئية، في ظل أزمة اقتصادية ومعيشية خانقة، ما يزيد من أهمية الحفاظ على الغطاء النباتي المتبقي كمصدر أساسي للتوازن البيئي، والأمن الغذائي المحلي.