"فايننشال تايمز": أوروبا تشترط طموحاً مناخياً أعلى من الصين لضمان العدالة البيئية
"فايننشال تايمز": أوروبا تشترط طموحاً مناخياً أعلى من الصين لضمان العدالة البيئية
رفض الاتحاد الأوروبي توقيع بيان مشترك مع الصين حول العمل المناخي، ما لم تتعهد بكين بمضاعفة جهودها لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، جاء ذلك في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الطرفين على خلفية الخلافات التجارية والحرب الروسية على أوكرانيا.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، اليوم الاثنين، كشف مسؤولون في الاتحاد الأوروبي عن تلقي بروكسل طلبات متكررة من الصين لإصدار إعلان مشترك بشأن التزام الطرفين بالمناخ، وذلك بعد القمة المرتقبة منتصف يوليو بين رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جين بينغ، والتي تأتي احتفالًا بمرور 50 عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين.
لكن بروكسل اشترطت التزامًا ملموسًا من بكين بخفض الانبعاثات، معتبرة أن القيمة الدبلوماسية للإعلان لا تكفي بمفردها، وأكد مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، فوبكه هوكسترا، لصحيفة فاينانشال تايمز: "أدرك رغبة الصين في بيان يصدر عن الرئيسين، لكننا لا نراه مجديًا دون خطوات طموحة على الأرض".
تقديم الأهداف المؤقتة
أوضح هوكسترا أن إصدار بيان مشترك على غرار "سانيلاندز" –الذي سبق مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي عام 2023 بين الصين والولايات المتحدة– لا يكفي في ظل عدم التقدم الفعلي في الأهداف المناخية.
ومن المقرر أن يقدم الطرفان، الاتحاد الأوروبي والصين، أهدافهما المؤقتة لعام 2035 إلى الأمم المتحدة قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) في البرازيل نوفمبر المقبل.
وأظهرت الصين تقدمًا كبيرًا في نشر مصادر الطاقة المتجددة وتوسيع قطاع النقل الكهربائي، لكنها ما تزال مسؤولة عن نحو ثلث انبعاثات العالم، بسبب اعتمادها الكثيف على الفحم، وفي هذا السياق، دعا هوكسترا الصين إلى بذل مزيد من الجهد، قائلًا: "نشعر أن على الجهات الكبرى، وخاصة الصين، أن ترفع وتيرة العمل".
مخاوف من تباطؤ أوروبي
في المقابل، تواجه بروكسل انتقادات من نشطاء بيئيين بعد اقتراحها هدفًا بخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول عام 2040، مقارنة بمستويات عام 1990، مع السماح بشراء ما يصل إلى 3% من أرصدة الكربون من الخارج بدءًا من عام 2036.
كما تتعرض لضغوط من بعض الدول الأعضاء والصناعات الكبرى لإبطاء تنفيذ سياساتها المناخية، في ظل تصاعد الحمائية الأمريكية واحتمالات عودة دونالد ترامب.
تُعد أوروبا القارة الأسرع احترارًا في العالم، نتيجة قربها من القطب الشمالي. وشهدت هذا الصيف موجات حرارة غير مسبوقة، بينما تواجه الصين هي الأخرى ظواهر مناخية متطرفة تشمل الفيضانات والجفاف.
ضرورة وضوح الموقف
شددت المديرة التنفيذية لمركز أبحاث المناخ E3G، مانون دوفور، على ضرورة وضوح الموقف الأوروبي في التعامل مع بكين، محذرة من أن غياب التنسيق قد يدفع الصين لعقد شراكات مناخية مع دول أقل التزامًا.
وأكدت أن بيانًا مشتركًا قد يشكل فرصة لتعزيز التعاون في مجالات عدة، منها إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف ووضع معايير للابتكار الأخضر.
واعتبرت المديرة التنفيذية لمركز "المنظورات الاستراتيجية" ومستشارة المناخ السابقة بالأمم المتحدة، ليندا كاشلر، أن نجاح مؤتمر الأطراف المقبل مرهون بجودة الأهداف المقدمة من أوروبا والصين، قائلة: "نحتاج إلى سباق نحو القمة، لا إلى سباق نحو القاع في طموحات المناخ".