بريطانيا تسجل رقماً قياسياً جديداً لوصول المهاجرين عبر المانش

بريطانيا تسجل رقماً قياسياً جديداً لوصول المهاجرين عبر المانش
الهجرة غير الشرعية- أرشيفية

رصدت السلطات البريطانية، السبت، عبور 1194 مهاجراً بحرًا من فرنسا إلى إنجلترا عبر قوارب صغيرة، في أعلى عدد يُسجل في يوم واحد منذ بداية العام الجاري، ما يعكس تصاعداً حاداً في محاولات الهجرة غير النظامية رغم التعاون الأمني بين لندن وباريس.

أفادت وكالة "فرانس برس" استناداً إلى بيانات رسمية، اليوم الأحد، بأن هذا الرقم يرفع عدد الواصلين إلى الأراضي البريطانية عبر المانش منذ بداية عام 2025 إلى 14 ألفاً و808 أشخاص، وهو رقم غير مسبوق يُنبئ بإمكانية تسجيل رقم قياسي جديد بنهاية العام، متجاوزًا حتى أرقام العام الماضي.

ويُعد هذا الرقم اليومي الأكبر منذ الأول من سبتمبر 2022، حين تم تسجيل 1305 مهاجرين في يوم واحد، وآنذاك بلغ إجمالي عدد المهاجرين في العام 45,774 شخصاً، وهو ما شكّل سابقة في تاريخ عبور المانش.

ورغم أن عام 2023 شهد تراجعًا نسبيًا في عدد الواصلين، حيث بلغ العدد 36,800 مهاجر، فإن منحنى العام الحالي يشير إلى عودة التصاعد بوتيرة مقلقة، ما يُقوّض فعالية الاتفاقيات والإجراءات المشددة التي اتخذتها كل من الحكومتين الفرنسية والبريطانية.

ضغوط وتحركات تشريعية

تعهدت حكومة حزب العمال الجديدة، برئاسة كير ستارمر، بمواصلة مكافحة الهجرة غير النظامية، وهو ذات الالتزام الذي دأبت عليه الحكومات المحافظة السابقة. 

ويناقش مجلس العموم البريطاني حاليًا مشروع قانون جديد لمراقبة الحدود يهدف إلى توسيع صلاحيات أجهزة الأمن لملاحقة شبكات تهريب البشر وتفكيكها.

وفي هذا السياق، وصف وزير الدفاع البريطاني، العمالي جون هايلي، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز"، مشاهد خروج قوارب المهاجرين من السواحل الفرنسية دون تدخل أمني بأنها "صادمة"، قائلاً: "لدينا اتفاق مع الفرنسيين، وعلينا دفعهم لتطبيقه بشكل فاعل لوقف المهربين ومنع انطلاق القوارب".

وأضاف في مقابلة مع "بي بي سي": "نريد أن نتعاون مع الفرنسيين بشكل أوثق لإقناعهم بضرورة التدخل في المياه الضحلة لمنع عمليات العبور، وهو ما لم يحدث حتى الآن رغم الاتفاقات".

"قانون البحار" الفرنسي

رغم إعلان السلطات البحرية الفرنسية عن إنقاذ 184 شخصاً في مضيق با-دو-كاليه بين مساء الجمعة وصباح السبت، أظهرت صور نشرتها وسائل إعلام بريطانية عناصر شرطة فرنسيين يراقبون المهاجرين وهم يبحرون دون اعتراضهم، وهو ما أرجعته باريس إلى التزاماتها ضمن "قانون البحار الدولي" الذي يمنع اعتراض القوارب بعد دخولها المياه.

وقد أثار هذا المشهد استياءً واسعًا في الأوساط البريطانية، خاصة في الصحف المحافظة التي انتقدت تقاعس الجانب الفرنسي واعتبرت أن هذه المواقف تسهّل على المهربين مواصلة أنشطتهم.

تزايدت الحصيلة المأساوية لعبور المانش، حيث أُحصي مصرع 15 مهاجراً على الأقل منذ بداية عام 2025، بحسب أرقام رسمية جمعتها وكالة "فرانس برس". 

وفي العام الماضي (2024) قُتل 78 مهاجراً أثناء محاولة العبور، وهو أعلى رقم سنوي منذ بدء هذه الظاهرة عام 2018، ما يُسلّط الضوء على خطورة الطريق البحري الذي لا يتعدى عرضه 30 كيلومتراً لكنه غالباً ما يكون مميتاً.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية