مفوض الأونروا: توزيع المساعدات في غزة أصبح "فخاً مميتاً"
مفوض الأونروا: توزيع المساعدات في غزة أصبح "فخاً مميتاً"
وصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، اليوم الأحد، عمليات توزيع المساعدات الإنسانية داخل قطاع غزة بأنها تشكّل "فخًا مميتًا"، في ظل ما تشهده مناطق التوزيع من فوضى ودموية متصاعدة.
وأشار لازاريني، في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إلى أن تقارير صادمة وردت من طواقم طبية عاملة داخل القطاع، تتحدث عن سقوط "عدد كبير من الضحايا" بين المدنيين الجائعين، الذين يتدفقون بأعداد هائلة على نقاط التوزيع القليلة، وسط غياب الأمن وانعدام التنظيم، ما يحوّل هذه النقاط إلى بؤر خطر بدل أن تكون ملاذًا للمنكوبين.
وشدد المسؤول الأممي على أن "عمليات إيصال المساعدات وتوزيعها يجب أن تكون واسعة النطاق وآمنة"، مؤكدًا أن ذلك "لا يمكن تحقيقه في غزة إلا عبر الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا"، في إشارة إلى ضرورة تمكين الوكالات الأممية من العمل الميداني بحرية وتوفير الحماية لموظفيها ولمراكز التوزيع.
ظروف غير مسبوقة
تأتي تصريحات لازاريني في وقت يعاني فيه أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، نتيجة للحصار المتواصل منذ أشهر والعمليات العسكرية المستمرة، التي دمرت البنى التحتية، وعطّلت شبكات الإمداد، وأدت إلى انهيار كامل للنظام الصحي واللوجستي في القطاع.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت مرارًا من أن القطاع يقترب من مجاعة جماعية، مشيرة إلى أن 90% من سكان غزة باتوا يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة، في حين تُمنع أو تُقيد قوافل المساعدات الإنسانية من الوصول المنتظم إلى الشمال، حيث الكثافة السكانية الأعلى والأوضاع الأكثر تدهورًا.
وتعاني الأونروا من ضغوط سياسية ومالية متزايدة منذ بداية الحرب، خصوصًا بعد قرار بعض الدول وقف تمويلها جزئيًا استجابة لضغوط إسرائيلية، ما أثّر على قدرتها في تقديم الخدمات الأساسية، بما فيها التعليم والرعاية الصحية والغذاء والمأوى.
ويأتي تصريح لازاريني كجزء من حملة لإعادة تسليط الضوء على دور الأونروا الحيوي في حماية المدنيين داخل غزة.
دعوات لتمكين الوكالات الأممية
يُتوقع أن تعزز هذه التصريحات مطالبات عدد من الحكومات والمنظمات الحقوقية بضرورة تأمين ممرات إنسانية آمنة وضمان حرية حركة الوكالات الدولية داخل القطاع، وسط تصاعد الإدانات الدولية لانتهاكات القانون الإنساني الدولي المرتكبة في غزة، والتي تستهدف في كثير من الأحيان مواقع الإغاثة أو تعيق وصولها.
وتواصل الأمم المتحدة التأكيد أن الوضع في غزة بات كارثيًا، وأن ما يتم إدخاله من مساعدات لا يشكل إلا "قطرة في محيط الحاجة".
وفي ظل استمرار الانهيار الأمني ونقص الوقود والكوادر، يصبح كل يوم تأخير في الإغاثة كفيلاً بتهديد آلاف الأرواح، خصوصًا بين الأطفال والمرضى وكبار السن، الذين يموت بعضهم جوعًا في منازلهم أو أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط التوزيع.