"الدولية للهجرة": آلاف الأسر تفر من الخوي بغرب كردفان بعد سيطرة "الدعم السريع"

أعلنت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، الأحد، أن آلاف الأسر نزحت من مدينة الخوي بولاية غرب كردفان بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة في أعقاب معارك عنيفة مع الجيش السوداني، تخللتها ضربات بطائرات مسيّرة أدت إلى مقتل عدد من قادة الجيش، من بينهم قائد متحركات تحرير كردفان.

ووفق بيان صادر عن المنظمة، فقد فرّت 2,715 أسرة خلال يومَي 29 و30 مايو الجاري، متجهة إلى مناطق أكثر أمانًا داخل محلية الخوي، وأخرى في غرب بارا وشيكان بشمال كردفان، مع تحذيرات من أن "الوضع لا يزال متوترًا للغاية".

اشتباكات متكررة ونزوح مستمر

تأتي هذه الموجة الجديدة من النزوح بعد هجوم سابق شنته قوات الدعم السريع في 2 مايو، تسبب حينها في نزوح 1,678 أسرة، كما دفع ما لا يقل عن 11,840 فردًا إلى الفرار من البلدة التي ظلّت ساحة كرّ وفرّ بين الجيش والدعم السريع.

وتمكّن الجيش من استعادة السيطرة على الخوي لفترة وجيزة، قبل أن تسقط مجددًا في يد قوات الدعم السريع، التي تُحكم سيطرتها حاليًا على البلدة.

أهمية استراتيجية

تقع الخوي في موقع جغرافي حساس، حيث تربطها طرق مباشرة بولاية شمال دارفور من جهة، ومدينة النهود المتاخمة لشرق دارفور من جهة أخرى، ما يمنحها أهمية استراتيجية للطرفين المتنازعين.

ويُرجّح مراقبون أن تتحوّل الخوي إلى مسرح جديد لمعارك ضارية، في ظل محاولات الجيش التقدم نحو دارفور أو استخدامها كـ"دفاع متقدم" لحماية مدينة الأبيض، عاصمة شمال كردفان.

يشهد السودان منذ أكثر من عام نزاعًا مفتوحًا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أدى إلى انهيار مؤسسات الدولة، وخلّف آلاف القتلى وأكثر من 9 ملايين نازح، وسط أزمة إنسانية حادة وفق تقارير أممية.