انتخاب أنالينا بيربوك رئيسة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة
انتخاب أنالينا بيربوك رئيسة للدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة
فازت وزيرة الخارجية الألمانية السابقة، أنالينا بيربوك، الاثنين، برئاسة الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، في انتخابات غير مألوفة جرى التصويت فيها بعد اعتراض روسي على الترشيح، رغم أن هذا المنصب غالبًا ما يُحسم بالتزكية.
وتم انتخاب بيربوك لمدة سنة واحدة، وفق النظام المعمول به في الجمعية العامة، الذي يُخصص الرئاسة سنويًا بالتناوب بين المجموعات الجغرافية المختلفة، وفق وكالة "فرانس برس".
وكانت الرئاسة هذه المرة من نصيب مجموعة "الدول الغربية ودول أخرى"، والتي تضم دولًا كألمانيا، والولايات المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا.
معركة خلف الكواليس
أطلقت روسيا تحركًا نادرًا داخل الجمعية العامة، ودعت إلى إجراء تصويت رسمي بدلاً من إقرار المرشحة الألمانية بالتوافق، في خطوة فُسرت على أنها محاولة لتقويض نفوذ برلين داخل أروقة الأمم المتحدة.
وأبدى الدبلوماسي الروسي البارز ديمتري بوليانسكي اعتراضًا حادًا على ترشيح بيربوك، واتهمها بـ"التحيز الشديد وافتقارها لفهم المبادئ الدبلوماسية الأساسية"، معتبرًا أن ترشيحها يمثّل "بصقة في وجه المنظمة العالمية"، على حد وصفه.
وكانت ألمانيا قد رشحت في البداية الدبلوماسية هيلغا شميت لمنصب رئاسة الجمعية العامة في سبتمبر 2024، لكنها سحبت ترشيحها في مارس لأجل بيربوك، التي كانت تستعد حينها لمغادرة منصبها الوزاري بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية في فبراير.
فوز رغم الانقسام
أسفرت نتائج الاقتراع السري عن حصول بيربوك على 167 صوتًا مؤيدًا من أصل 193 دولة عضواً في الأمم المتحدة، فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت، وصوتت 7 دول فقط للمرشحة البديلة هيلغا شميت.
وأكدت بيربوك، عقب فوزها، التزامها بالعمل الجماعي والحوار، وقالت: "نعيش أوقاتًا عصيبة، ونسير على حبل مشدود من عدم اليقين. لكن ولادة الأمم المتحدة قبل 80 عامًا تذكرنا بأننا مررنا بأوقات عصيبة أخرى، وعلينا أن نواجه هذه التحديات".
ووعدت الدبلوماسية الألمانية بأنها "ستجري حوارًا مفتوحًا مع جميع الدول الأعضاء"، مؤكدة أن بابها سيكون مفتوحًا للتواصل.
خلفية المنصب وأبعاده
تُعد رئاسة الجمعية العامة أحد المناصب البروتوكولية البارزة في الأمم المتحدة، لكنها تتمتع بتأثير رمزي كبير، إذ يرأس صاحب المنصب جلسات الجمعية العامة السنوية، ويشرف على عمليات التفاوض وصياغة القرارات.
وتأتي بيربوك خلفًا للرئيس السابق للدورة الـ79، للكاميروني فيلبون يانغ، الذي تولى المنصب خلال عام شهد توترات جيوسياسية كبيرة في أوكرانيا والشرق الأوسط، إضافة إلى فشل جهود إصلاح الأمم المتحدة، وهو الملف الذي يُتوقع أن تعطيه بيربوك أولوية خلال فترة ولايتها.