تونس تُندد بمقتل أحد مواطنيها في فرنسا وتحذر من خطاب الكراهية

تونس تُندد بمقتل أحد مواطنيها في فرنسا وتحذر من خطاب الكراهية
عناصر من الشرطة الفرنسية - أرشيف

أدان وزير الداخلية التونسي خالد النوري، مقتل مواطن تونسي في مدينة بوجيه-سور-أرجان جنوب فرنسا، بعد أن أرداه أحد جيرانه الفرنسيين برصاص حي، مطالبًا السلطات الفرنسية بتوفير حماية أكبر للجالية التونسية المقيمة على أراضيها.

وطالب الوزير التونسي، في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي برونو ريتايو، بـ"تبنّي مقاربة استباقية تضمن أمن الجالية التونسية وتمنع تكرار مثل هذه الجرائم البشعة"، وفق بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية في تونس، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، اليوم الثلاثاء.

وأعرب خالد النوري، حسب نص البيان، عن "شجبه الشديد لهذه الجريمة الإرهابية الغادرة"، مؤكدًا أن الحادثة "خلّفت حزنًا عميقًا واستياءً واسعًا في الشارع التونسي"، في ظل ما وصفه بتصاعد "خطابات الكراهية والتعصّب" في المجتمعات الأوروبية، والتي قد تفضي إلى أعمال عنف مروعة.

وحذّر الوزير من أن "خطاب التحريض على الكراهية والتطرف كثيرًا ما يُؤدي إلى هذه الجرائم التي تُسيء للإنسانية جمعاء"، داعيًا إلى إجراءات وقائية لمواجهة هذا الخطر المتزايد.

باريس تتعهد بالعدالة

أكد وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتايو لنظيره التونسي، وفق البيان ذاته، "الإدانة التامة لهذه الجريمة الإرهابية ذات الطابع العنصري"، موضحًا أن مرتكب الجريمة "لا يُمثل المجتمع الفرنسي ولا القيم الجمهورية للدولة الفرنسية".

وقدّم الوزير الفرنسي تعازيه الحارة لعائلة الضحية باسم الحكومة الفرنسية، متعهدًا بأن القضاء "سيُنزل أقصى العقوبات بحق الجاني"، وأن العدالة ستأخذ مجراها "بشكل لا لبس فيه"، بما يعكس رفض الدولة الفرنسية لأي محاولات لزرع الفتنة داخل المجتمع.

وتسلّمت النيابة العامة الفرنسية المختصة بقضايا الإرهاب، يوم الاثنين، ملف التحقيق في الجريمة التي هزّت الرأي العام الفرنسي والتونسي، والتي وقعت مساء السبت الماضي جنوب شرق البلاد. 

قتل بدافع عنصري

ووصفت السلطات الحادثة بأنها "جريمة قتل بدافع عنصري تهدف إلى الإخلال بالنظام العام من خلال الإرهاب".

وكشف مصدر مطلع أن المشتبه به، وهو مواطن فرنسي من مواليد 1971، قام بنشر تسجيلين مصورين على وسائل التواصل الاجتماعي قبل تنفيذ جريمته وبعدها، تضمنا محتوى عنصريًا يحض على الكراهية.

وأفاد المدعي العام في مدينة دراغينيان بأن الشرطة عثرت في سيارة المشتبه به على ترسانة من الأسلحة شملت "مسدسات أوتوماتيكية وبندقية"، مشيرًا إلى أن الرجل كان من هواة الرماية الرياضية، ما يُثير تساؤلات حول الرقابة على امتلاك السلاح في فرنسا.

ويبلغ الضحية التونسي من العمر 45 عامًا (من مواليد 1979)، فيما يُحتجز الجاني حاليًا لدى الشرطة، حيث يُواجه تحقيقًا رسميًا بتهمة القتل العمد بدافع إرهابي وعنصري.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية