مايكروسوفت تشطب مئات الوظائف رغم استثمارات الذكاء الاصطناعي
مايكروسوفت تشطب مئات الوظائف رغم استثمارات الذكاء الاصطناعي
أعلنت مصادر مطلعة، أن شركة "مايكروسوفت" الأمريكية قررت شطب مئات الوظائف الجديدة في إطار خطة مستمرة لخفض النفقات، رغم استمرارها في توسيع استثماراتها الضخمة في مجال الذكاء الاصطناعي. وتأتي هذه الخطوة بعد مرور أسابيع فقط على تنفيذ واحدة من أضخم جولات تسريح الموظفين في تاريخ الشركة.
وأكدت المصادر لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن الشركة أبلغت أكثر من 300 موظف، أمس الاثنين، بقرار تسريحهم رسميًا من العمل. وأوضحت أن هذه القرارات تأتي في سياق "عملية إعادة هيكلة داخلية" تهدف إلى تحسين كفاءة الأداء المالي في ظل التحولات التكنولوجية المتسارعة.
واصلت مايكروسوفت منذ بداية عام 2023 تقليص حجم القوى العاملة لديها في ظل التحديات الاقتصادية العالمية، وارتفاع تكاليف الاستثمار في البنية التحتية الذكية، حيث كانت قد أعلنت في شهر يناير من العام الماضي تسريح نحو 10 آلاف موظف دفعة واحدة، في خطوة شكلت صدمة كبيرة في قطاع التكنولوجيا العالمي.
وعادت الشركة في الشهر الماضي إلى تنفيذ جولة جديدة من التسريحات، شملت إلغاء 6000 وظيفة إضافية، ضمن خطة شاملة تستهدف تقليل الاعتماد على الأنظمة التقليدية، وتوجيه الموارد نحو مشروعات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، خاصة مع اشتداد المنافسة مع شركات مثل "غوغل" و"أمازون" و"أوبن إيه آي".
استثمارات في الذكاء الاصطناعي
استثمرت مايكروسوفت خلال العامين الماضيين مليارات الدولارات في دعم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أبرزها شراكتها الموسعة مع شركة "OpenAI"، مطورة نموذج "ChatGPT"، والتي أدت إلى دمج حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي في عدد كبير من منتجات مايكروسوفت، مثل محرك البحث "Bing" وحزمة "Microsoft 365".
وركزت الشركة على تطوير أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف التشغيلية ورفع كفاءة الموظفين، لكنها في الوقت نفسه واجهت ضغوطًا مالية متزايدة فرضت عليها إعادة النظر في هيكلها الوظيفي، خاصة في الأقسام غير المرتبطة مباشرة بتطوير الذكاء الاصطناعي.
بلغ عدد العاملين في مايكروسوفت، وفق بيانات يونيو الماضي، نحو 228 ألف موظف، موزعين بين الولايات المتحدة والأسواق العالمية.
تحسين هوامش الأرباح
ورغم نمو عائداتها من الحوسبة السحابية وخدمات الذكاء الاصطناعي، فقد لجأت الشركة إلى خفض عدد الموظفين لتحسين هوامش الأرباح.
ورجّح مراقبون أن تستمر هذه السياسة خلال الأشهر المقبلة، مع توقعات بأن تقوم شركات التكنولوجيا الكبرى الأخرى بخطوات مماثلة في ظل السعي لتحقيق التوازن بين التوسع في الذكاء الاصطناعي والضغوط الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التضخم وتباطؤ الإنفاق الاستهلاكي.