"الغارديان": قصف المدارس في غزة جزء من "استراتيجية عسكرية إسرائيلية"
"الغارديان": قصف المدارس في غزة جزء من "استراتيجية عسكرية إسرائيلية"
ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية الثلاثاء أن سلسلة الغارات الجوية القاتلة التي استهدفت مدارس تؤوي نازحين في قطاع غزة، لم تكن مجرد أحداث عشوائية بل هي جزء من استراتيجية قصف عسكرية إسرائيلية مدروسة وممنهجة، تشمل تحديد المزيد من المدارس كأهداف مستقبلية محتملة.
قصف ست مدارس... وأكثر من 120 قتيلًا
وفقًا للتقارير، قُصفت ستة مبانٍ مدرسية على الأقل في الأشهر الأخيرة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 120 شخصًا، بينهم أطفال ونساء، ويؤوي عدد كبير من هذه المدارس آلاف النازحين الذين فروا من مناطق القتال، معتقدين أنها مواقع محمية بموجب القانون الدولي الإنساني.
وفي أحدث الهجمات، استُهدفت مدرسة "العائشة" في دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل أربعة مدنيين، بحسب مصادر محلية. أظهرت مقاطع فيديو من موقع الهجوم حجم الدمار الذي لحق بالمدرسة.
عدم تقديم أدلة
وفق الصحيفة البريطانية زعم الجيش الإسرائيلي زعم أنه استهدف "موقعًا يُستخدم من قبل إرهابيين"، دون تقديم أدلة أو تحديد اسم المدرسة المستهدفة، مدعيًا اتخاذه خطوات لتقليل الخسائر المدنية.
لكن مصادر عسكرية، بحسب “الغارديان”، أكدت أن الجيش الإسرائيلي حدد عمدًا سلسلة مدارس كمواقع محتملة للقصف، بعضها يقع في جباليا شمال غزة، من دون أن يتضح ما إذا كانت لا تزال تؤوي نازحين.
في واحدة من أكثر الغارات دموية، قُتل ما لا يقل عن 54 نازحًا أثناء نومهم في مدرسة فهمي الجرجاوي في 25 مايو، وأفاد مسؤولون محليون بانتشال جثث متفحمة لأطفال ونساء من الفصول الدراسية التي اشتعلت فيها النيران، وادعى الجيش أن المدرسة كانت "مركز قيادة لحماس والجهاد الإسلامي".
الأمم المتحدة: المدارس تُقصف مرارًا وبشكل ممنهج
وفقًا لتقييمات الأمم المتحدة، فإن 95% من مدارس غزة قد تضررت جراء القصف، فيما تعرضت نحو 400 مدرسة لضربات مباشرة، في انتهاك صارخ لقوانين النزاع المسلح.
وقالت جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة الأونروا: "المدارس يجب أن تُحمى دائمًا، لا يجوز قصفها أو استخدامها لأغراض عسكرية، وما يجري هو انتهاك جسيم للقانون الدولي وحقوق الطفل".
المدارس مواقع محمية
تعتبر المدارس ومرافق التعليم مواقع مدنية محمية بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني، ولا يجوز استهدافها ما لم تُستخدم مباشرة في أعمال قتالية، وهو ما يتطلب أدلة واضحة ومباشرة، ومع ذلك، يتصاعد القلق الدولي من أن إسرائيل تُوسّع هامش استخدام القوة في مناطق مدنية مكتظة بشكل منهجي.
وأسفرت الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أحداث السابع من أكتوبر لعام 2023 عن استشهاد أكثر من 54 ألف شخص وإصابة أكثر من 124 ألفًا، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة.