هند رجب.. صرخة ضحايا العدوان على الأطفال في غزة

هند رجب..  صرخة ضحايا العدوان على الأطفال في غزة
هند رجب

هند رجب طفلة فلسطينية قُتلت ولم تكمل السابعة من عمرها، أصبح اسمها كابوسًا لجنود وضباط الاحتلال الذين شاركوا ضمن وحدات الجيش الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة طول الأشهر الماضية. صار اسمها يلاحقهم في كل دولة من دول العالم، فأصبحوا سجناء داخل إسرائيل لا يخرجون منها خشية الملاحقة القانونية في ظل فشل الدبلوماسية الإسرائيلية في تقديم أي مبررات لاستمرار الحرب.

يتذكر العالم قصة هند بالتزامن مع  اليوم الدولي لضحايا العدوان من الأطفال الأبرياء، الذي يُصادف 4 يونيو حيث يهدف هذا اليوم إلى الإقرار بمعاناة الأطفال حول العالم.

في صباح يوم 29 يناير 2024 استقلت هند سيارة مع أفراد أسرتها في محاولة للفرار من القصف المتواصل والعنف في تل الهوى، لكن الاحتلال لم يمنحهم الفرصة، فأطلق النار على السيارة، ما أسفر عن مقتل كل من كان بداخلها باستثناء هند وابنة عمها ليان البالغة من العمر 15 عامًا.

نجت هند من الاستهداف الأول وبثت المؤسسات الإنسانية ووسائل الإعلام ما وُصف بالتسجيل الأكثر رعبًا منذ بدأت هند تستغيث وتطلب إنقاذها، في حين تحاصرها دبابات الاحتلال، حركت هند مشاعر العالم أجمع باستثناء إسرائيل وجنودها، والذين لم يمنحوها فرصة للنجاة.

بعد مفاوضات سمحت إسرائيل بدخول سيارة إسعاف للمنطقة ووصل المسعفون بالفعل إلى هند، لكن لم يصلوا بمفردهم، حيث رافق وصولهم رصاص الاحتلال الذي قتلهم جميعًا في جريمة أثارت موجة من الغضب العالمي ضد إسرائيل.

حاولت إسرائيل التنصل ولم تفلح، حيث أدانها العالم، وبعد أشهر جاء التحقيق الأممي عن الحادث فوصف الأمر بجريمة حرب، وأدان الخبراء مزاعم إسرائيل بأن قواتها لم تكن في المنطقة في ذلك الوقت ووصفوها بأنها "غير مقبولة".

وصف التقرير هند وعائلتها "عائلة هند، كغيرها من العائلات في غزة، هُجِّرت قسرًا عدة مرات منذ العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع. قُتلوا بالرصاص خلال فرارهم من حي تل الهوى بحثًا عن الأمان، فيما يبدو أنه جزء من نمط أوسع من القتل العشوائي للمدنيين الذين يحاولون البحث عن مأوى، والفرار من القتال في غزة".

وأثارت هند التي وُلدت في الثالث من مايو 2018 مشاعر العالم فتضامن معها الجميع، وغضب من أجلها الجميع، فرفعت صورها؛ فالتظاهرات الطلابية في الولايات المتحدة والتظاهرات المتضامنة مع الفلسطينيين في أوروبا وأثار رياض منصور مندوب فلسطين في المتحدة موجة تعاطف عالمية عندما عرض أمام مجلس الأمن التسجيل الصوتي الأخير لهند.

وأسس نشطاء مؤسسة حملت اسم "هند رجب".. والتي تأسست بشكل رئيسي للسعي لتحقيق العدالة ردًا على الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الدولة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

اختارت المؤسسة أن تكون مهمتها الأساسية هي السعي لاتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بمن فيهم الجناة والمتواطئون والمحرضون على العنف ضد الفلسطينيين من خلال التقاضي ومحاسبة الجنود والضباط الإسرائيليين في المحاكم الدولية والوطنية على حد سواء، وتحدي ثقافة الإفلات من العقاب التي سمحت باستمرار هذه الجرائم.

طاردت المؤسسة جنود الاحتلال الذين سافروا خارج إسرائيل بعد مشاركتهم في الحرب على غزة وفي مختلف دول العالم من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية وبعض دول آسيا، بدأت المؤسسة في حملة قانونية غير مسبوقة فرفعت مئات الدعاوى القضائية ضدهم.

وفي عيد ميلادها السابع أعلنت المؤسسة أنها حددت هوية الوحدة العسكرية المسؤولة، بالإضافة إلى القائد الذي قاد العملية التي أودت بحياة هند وعائلتها، والمسعفَين اللذين حاولا إنقاذها.
وقالت المؤسسة إن المسؤول عن الجريمة هو المقدم بني أهرون قائد اللواء المدرع 401 التابع للجيش الإسرائيلي ودعت مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرة توقيف بحقه.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية