بريطانيون يحتجون على خفض الإنفاق وتعديل نظام الرعاية
بريطانيون يحتجون على خفض الإنفاق وتعديل نظام الرعاية
احتشد آلاف المتظاهرين، ليل السبت/ الأحد، في شوارع العاصمة البريطانية لندن، رفضًا لسياسات الحكومة التي وصفوها بأنها مجحفة بحق الطبقات الفقيرة.
وجاءت هذه المسيرة تحت شعار "رسالة إلى الحكومة"، حيث ندد المشاركون بخفض النفقات وتعديلات تمسّ جوهر نظام الرعاية الاجتماعية الذي يعتمد عليه ملايين البريطانيين من ذوي الدخل المحدود، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وشهدت منطقة وايتهول وسط العاصمة تجمّعًا كبيرًا بدعوة من حركة "ذا بيبولز أسيمبلي" (The People’s Assembly)، التي نظمت الفعالية بمشاركة نقابات عمالية، ونشطاء، ومنظمات مجتمع مدني، بالإضافة إلى مواطنين أعربوا عن استيائهم من السياسات الاقتصادية المتبعة مؤخرًا.
هجوم على التقشف
اتهم منظمو الاحتجاجات الحكومة البريطانية بانتهاج سياسة تقشفية تضرّ بالأكثر فقرًا، في حين تستثني أصحاب رؤوس الأموال من الإجراءات الاقتصادية القاسية.
ورفعت الحشود لافتات كُتبت عليها شعارات قوية من قبيل: "افرضوا ضرائب على الأغنياء"، و"أوقفوا خفض النفقات"، و"نريد رعاية اجتماعية لا حروبًا"، في إشارة إلى أولويات الحكومة التي يعدها المحتجون منحازة للنخبة.
وأعرب المتحدثون خلال التظاهرة، ومن بينهم عضوا البرلمان البارزان جيريمي كوربين وديان أبوت، عن دعمهم الكامل للمطالب الشعبية.
ودعا كوربين، المعروف بمواقفه التقدمية، إلى إعادة الاعتبار لسياسات العدالة الاجتماعية وتوفير الحماية للفئات الأكثر هشاشة في المجتمع البريطاني، محذرًا من عواقب استمرار الحكومة في تجاهل صوت الشارع.
أزمة تضرب الفقراء
شهدت بريطانيا في السنوات الأخيرة موجات متكررة من الاحتجاجات على خلفية تقليص خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية، خصوصًا بعد خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي وما تبعه من أزمات اقتصادية وتضخّم غير مسبوق.
وزادت حدة الانتقادات مع تصاعد تكاليف المعيشة وارتفاع فواتير الطاقة والإيجارات، الأمر الذي جعل الحياة اليومية أكثر صعوبة لملايين البريطانيين، لا سيما كبار السن، والعائلات ذات الدخل المنخفض، والعاطلين عن العمل.
وتواجه الحكومة البريطانية، بقيادة حزب المحافظين، اتهامات بتحميل الفئات الأكثر فقرًا عبء السياسات الاقتصادية، بينما تواصل خفض الضرائب على الشركات الكبرى، وتقلل من حجم المساعدات الاجتماعية.
واعتُبرت الإجراءات الجديدة الخاصة بتعديل نظام الرعاية محاولة لتقليص النفقات على حساب الفئات الضعيفة، ما أشعل فتيل الغضب الشعبي من جديد.