لأول مرة في تاريخ بريطانيا.. تعيين امرأة على رأس جهاز الاستخبارات
لأول مرة في تاريخ بريطانيا.. تعيين امرأة على رأس جهاز الاستخبارات
أصدرت الحكومة البريطانية، اليوم الاثنين، قرارًا تاريخيًا بتعيين بليز ميترفيللي كأول امرأة تتولى منصب رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني (MI6)، في سابقة تُعد الأولى منذ تأسيس الجهاز، الذي ظل لعقود طويلة حكرًا على الرجال.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، في بيان رسمي نُشر على الموقع الإلكتروني للحكومة، أن رئيس الوزراء قرر تعيين بليز ميترفيللي لتكون الرئيسة الثامنة عشرة للجهاز، والأولى من نوعها على الإطلاق التي تشغل هذا المنصب الحساس.
وأكد البيان أن هذا التعيين يأتي في وقت تواجه فيه المملكة المتحدة "تهديدات متزايدة من خصومنا"، وهو ما يتطلب تعزيز القيادة الأمنية بكفاءات عالية وخبرات متقدمة في مجالات الاستخبارات والأمن القومي.
مسار أمني حافل
تتمتع ميترفيللي، التي لم تُفصح الحكومة بعد عن تفاصيل كثيرة من سيرتها الذاتية نظرًا لطبيعة المنصب، بخبرة طويلة في العمل الاستخباراتي ضمن مؤسسات الأمن القومي البريطانية، حيث شغلت عدة مناصب قيادية في MI6 وفي مواقع سيادية مرتبطة بصياغة السياسات الأمنية الخارجية، ما يؤهلها للتعامل مع الملفات الحساسة التي تواجهها المملكة المتحدة في الفترة الراهنة.
وأوضح البيان الحكومي أن ميترفيللي ستتسلم مهامها رسميًا في الخريف المقبل، خلفًا للرئيس الحالي للجهاز، ريتشارد مور، الذي يشغل هذا المنصب منذ عام 2020، وشهدت ولايته تطورات كبيرة في ملفات روسيا، والصين، والإرهاب، والتهديدات الإلكترونية، إضافة إلى التحولات الجيوسياسية التي رافقت الحرب في أوكرانيا والاضطرابات في الشرق الأوسط.
ومن المنتظر أن تشرف ميترفيللي على تحديث بنية الجهاز لمواكبة التحولات التقنية والأمنية العالمية، في ظل تعاظم التحديات الاستخباراتية على المستوى الدولي، لا سيما في مجالات الحرب السيبرانية والذكاء الاصطناعي.
رسالة إلى الداخل والخارج
يمثل تعيين امرأة في هذا المنصب الحساس تحولًا رمزيًا ورسالة قوية من بريطانيا إلى الداخل والخارج، حول التزامها بتوسيع المشاركة النسائية في مواقع صنع القرار، حتى في أكثر المؤسسات الأمنية انغلاقًا.
ويأتي هذا التعيين في وقت يُعاد فيه تقييم الأدوار القيادية داخل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الغربية، وسط دعوات لتعزيز الشفافية، وتحديث النُظم، وإدماج الكفاءات النسائية في المواقع السيادية.