الرئيس الفرنسي يحشد قادة العالم في نيس من أجل إنقاذ المحيطات

الرئيس الفرنسي يحشد قادة العالم في نيس من أجل إنقاذ المحيطات
الرئيس الفرنسي يحشد قادة العالم في نيس

استقبلت مدينة نيس الفرنسية، اليوم الأحد، عشرات القادة الدوليين للمشاركة في "مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات"، الذي يسعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتحويله إلى قمة عالمية لحشد الجهود من أجل إنقاذ المحيطات، رغم قرار الولايات المتحدة مقاطعة المؤتمر.

وأكد ماكرون في تصريح لصحيفة أويست فرانس، أن القمة تهدف إلى "حشد الجهود في وقت يتم فيه التشكيك في قضايا المناخ من قبل البعض"، معبراً عن أسفه لغياب الولايات المتحدة، صاحبة أكبر مجال بحري في العالم. 

ويأتي هذا الموقف الأمريكي بعد قرار اتخذه الرئيس دونالد ترامب في أبريل، بفتح الباب أمام التعدين في المحيط الهادئ، متجاوزاً "السلطة الدولية لقاع البحار"، وهي هيئة لم تصادق عليها واشنطن أصلاً لرفضها اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

أجندة مزدحمة وتحديات

ركّز المؤتمر الذي انطلقت فعالياته بعرض بحري في يوم المحيطات العالمي، وتستمر حتى 13 يونيو، على ثلاثة ملفات رئيسية: التعدين في قاع البحار، معاهدة دولية لمكافحة التلوث البلاستيكي، وتنظيم الصيد الجائر. 

وجمع المؤتمر قرابة 50 رئيس دولة وحكومة، من بينهم الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، في لحظة حاسمة لضمان حماية الأنظمة البيئية البحرية التي تشكل أكثر من 70% من سطح الأرض.

وكشف وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، أن بلاده تطمح لجعل هذا المؤتمر "موازياً بالنسبة إلى المحيطات لما كان عليه اتفاق باريس للمناخ عام 2015". 

وتسعى فرنسا للحصول على 60 مصادقة في نيس لدخول معاهدة "حماية أعالي البحار" حيز التنفيذ، وهي المعاهدة التي تم توقيعها في عام 2023 من قبل 115 دولة، ولم تصادق عليها حتى الآن سوى 28 دولة والاتحاد الأوروبي. 

وتنص على حماية الأنظمة البيئية في المياه الدولية، التي تغطي نصف مساحة سطح كوكب الأرض.

ضغوط غير حكومية

أشار تقرير أولي لمسودة الإعلان الختامي إلى أن "العمل لا يتقدم بالسرعة أو النطاق المطلوبين"، ما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه جهود حماية المحيطات، خاصة في ظل التمويل الضعيف. 

وتستعد كوستاريكا، التي تشارك فرنسا في استضافة المؤتمر، للدفع نحو تعبئة تمويل بقيمة 100 مليار دولار لمشاريع حماية المحيطات.

من جهته، انتقد بريان أودونيل، مدير منظمة "كامبين فور نايتشر"، ضعف الإرادة السياسية، قائلاً: "لقد أنشأنا أسطورة تقول إن الحكومات لا تملك الأموال اللازمة لحماية المحيطات، لكن في الحقيقة هناك أموال، وليست هناك إرادة سياسية".

إجراءات رمزية وانتقادات

تحت ضغط من منظمات غير حكومية، أعلن ماكرون السبت فرض قيود على استخدام شباك الجر في بعض المناطق البحرية المحمية. لكن هذه الخطوة وُوجهت بتقييمات متباينة، حيث رأت فيها بعض المنظمات "خطوة أولى جيدة"، في حين رأت أخرى أنها "محدودة الطموح وغامضة في التنفيذ".

وتتعرض المحيطات منذ عامين لموجات حر غير مسبوقة تهدد الحياة البحرية، في حين لا تزال الحماية البيئية لها الأقل تمويلاً بين أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وأبرز مؤتمر نيس عبر النقاشات العلمية ومؤشر "ستارفيش" الجديد مدى هشاشة النظام البيئي البحري العالمي وضرورة التدخل العاجل.

واختتم اليوم الأول بعشاء رسمي في قصر نيغريسكو بحضور القادة المشاركين، تخلله تقديم قائمة طعام تعتمد على الأسماك المتوسطية والخضراوات الموسمية، كرمزية للتوازن البيئي المستهدف.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية