سجن ضابط إسرائيلي رفض الخدمة احتجاجاً على استمرار حرب غزة
سجن ضابط إسرائيلي رفض الخدمة احتجاجاً على استمرار حرب غزة
قضت محكمة عسكرية إسرائيلية، الأحد، بسجن ضابط احتياط برتبة نقيب لمدة 25 يوماً، بعد رفضه الانضمام إلى الخدمة الاحتياطية احتجاجاً على استمرار الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن النقيب (احتياط) رون فاينر رفض الاستدعاء الأخير رغم أنه خدم بالفعل 270 يوماً في الاحتياط منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023.
وبيّنت الصحيفة أن فاينر سبق أن أُدخل السجن العسكري الأسبوع الماضي لقضاء عقوبة مدتها 20 يوماً لنفس السبب، إلا أنه أُطلق سراحه بعد أقل من 24 ساعة بسبب "خلل تقني في الإجراء القضائي"، ما استدعى إعادة النظر في قضيته من جديد، وبعد المراجعة، قضت المحكمة بسجنه 25 يوماً.
صوت مناهض للحرب
وبرز فاينر، خلال الأشهر الماضية، كأحد أبرز الأصوات العسكرية المعارضة لاستمرار الحرب، خاصة في صفوف حملة المطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.
وكان من أبرز النشطاء في الحراك المدني الذي يدعو لوقف إطلاق النار مقابل الإفراج عن الأسرى، حتى لو اقتضى ذلك تقديم تنازلات سياسية أو عسكرية.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن حالة فاينر تأتي في ظل تصاعد حركة احتجاجية داخل المجتمع الإسرائيلي، تطالب الحكومة بإعطاء الأولوية لإعادة الأسرى على حساب مواصلة العمليات العسكرية.
ووفقاً لموقع "عودة إسرائيل"، ارتفع عدد العرائض الشعبية المطالبة بوقف الحرب مقابل الإفراج عن الأسرى إلى 58 عريضة، وبلغ عدد الموقعين عليها نحو 143 ألف شخص حتى تاريخ 22 أبريل الماضي.
"جنود من أجل الأسرى"
بدورها، عبّرت مجموعة "جنود من أجل الأسرى" عن دعمها لفاينر، ووصفت قراره برفض المشاركة في الحرب بأنه "خطوة منطقية" في ظل ما وصفته بـ"المخاوف الكبيرة من تعريض حياة الأسرى للخطر بسبب الضغط العسكري المفرط".
وجاء في بيان المجموعة الذي نشرته "يديعوت أحرنوت" أن "مواقف فاينر تعكس صوتاً أخلاقياً داخل الجيش يجب ألا يُهمش".
وأشارت الصحيفة إلى أن فاينر ليس الوحيد من العسكريين الذين رفضوا المشاركة في القتال، ففي 29 مايو الماضي، أصدرت محكمة عسكرية إسرائيلية أحكاماً بالسجن بحق جنديين من لواء "ناحال" بعد رفضهما تنفيذ الأوامر المتعلقة بالمشاركة في العمليات داخل قطاع غزة، ما يعكس تزايد حالات التمرد الفردي في صفوف الجيش الإسرائيلي احتجاجاً على استمرار الحرب.
تداعيات داخل الجيش
وتطرح هذه الحالات المتزايدة من الرفض العسكري أسئلة ملحة حول الانقسامات المتصاعدة داخل المجتمع الإسرائيلي، حتى داخل المؤسسة العسكرية نفسها، بشأن جدوى استمرار العمليات في غزة، خاصة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية ومحدودية الأهداف العسكرية المعلنة.
كما تشير إلى حالة إنهاك متزايد في صفوف جنود الاحتياط الذين طالت فترات تجنيدهم وأثقلت كاهلهم الأعباء النفسية والاقتصادية للحرب المستمرة.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، يواجه الجيش الإسرائيلي تحديات غير مسبوقة في غزة، في ظل انتقادات دولية متصاعدة بسبب أعداد الضحايا المدنيين وفشل متكرر في تحقيق اختراقات حاسمة على الأرض.
وتزايدت الانتقادات الداخلية مؤخراً بعد غياب تقدم ملموس في ملف الأسرى، ما جعل مطالب وقف الحرب مقابل الإفراج عنهم تتصدر أولويات قطاعات واسعة من الشارع الإسرائيلي، وخصوصاً عائلات المحتجزين.